سبحان من يغير ولا يتغير·· من كان يصدق عند بداية الدوري أن نجد فريقين مثل الوحدة والوصل خارج دائرة حسابات المنافسة على لقب الدوري والبطولة لا تزال في منتصف مشوارها· الوحدة الذي كان على أعتاب التأهل لبطولة العالم للأندية ونهائي كأس آسيا قبل انطلاق الدوري مباشرة، من كان يتوقع أن تصبح هذه أحواله في الدور الأول ويسجل كل هذا التراجع الذي لم نعرفه عنه منذ سنوات طويلة· والوصل الذي اكتسح بطولات الموسم الماضي من دوري وكأس وكل الألقاب المصاحبة لها من هداف وأفضل لاعب وحارس، من كان يظن أن ينتهي به المطاف مع نهاية الدور الأول في المركز التاسع وهو الفريق الذي لم يكن قابلا للخسارة في الموسم الماضي· نعرف أن فرقنا تشتهر بعدم القدرة على الثبات على مستوى واحد لفترات طويلة إلا فيما ندر وأن أحد عيوب دورينا هو عدم استقرار فرقه على حال، لكن من غير المنطقي أن تصل حالة التقلب في الأوضاع وفي القدرات من النقيض إلى النقيض· أفضل فريقين في الموسم الماضي نراهما اليوم يحتلان مركزين متأخرين في جدول الترتيب بدلا من أن يكون موقعهما مع فرق الصدارة على أقل تقدير كما تقول ذلك أبسط قواعد المنطق· وقبل أن يقول قائل إن الفرصة ما زالت قائمة من الناحية الحسابية وأن الأمور قابلة للتغير والانقلاب في الدور الثاني ومن غير المستبعد أن يصحح الفريقان موقفهما، نقول لهما: إن الفرصة التي تذهب لا تعود· لقد أضاع الفريقان فرصة المنافسة مبكراً ومن غير المعقول أن يتساقط كل المنافسين في الدور الثاني ونجد الوحدة والوصل يتقدمان للقمة، علاوة على ذلك ان الوصل والوحدة حساباتهما في الدور الثاني أصعب بمراحل من أي فريق آخر· السبب أن الفريقين سينشغلان في الشهر القادم بجبهة الصراع في البطولة الآسيوية ومن الطبيعي أن تتركز كل قدراتهما وتركيزهما على الاستمرار في الآسيوية ولن تكون العودة إلى المراكز المتقدمة في الدوري شغلهما الشاغل· وكل ما نخشاه أن تنتقل عدوى حالة التراجع المحلية إلى المشاركة الخارجية، وهذا هو بيت القصيد الذي أتوقف بسببه مع الوحدة والوصل دون سواهما من الفرق الكثيرة التي فقدت فرصتها في المنافسة· من حقنا أن نضع أيدينا على قلوبنا لأن الوضع العام للفريقين اللذين سيمثلاننا في الآسيوية ''يخوف'' ولا يوحي بالقدرة على المنافسة، وكم أتمنى أن أكون مخطيئا في ظنوني وأبالغ في هواجسي !!