يقول المثل، «أن تأتي متأخراً خير من أن لا تأتي»، ونحن بعد مرور 8 سنوات من عمر الاحتراف تعلمنا دروسه وخفاياه جيداً، بعد سلسلة من الأخطاء الإدارية والفنية والقانونية، التي كادت أن تهدم البناء الذي سهرنا عليه وصرفنا من أجله الكثير، وأغرقت أنديتنا بالديون، وأوصلت بعضها إلى حافة الإفلاس، وتعالت صرخاتنا بحثاً عن منقذ لها، إلى أن بادر الاتحاد بإطلاق الحوكمة التي وجدت تأييداً من المجتمع الرياضي، ودعماً من الهيئة العامة لرعاية الشباب والمجالس الرياضية. وتبقى قضية فاندرلي الأكثر حضوراً وشهرة، وحظيت باهتمام بالغ من الإعلام الرياضي المحلي والخارجي وعلى مستوى القارة، لنثبت للاتحاد الآسيوي لكرة القدم وبالدليل القاطع فشل تطبيق مطالبته بمعادلة 3+1 لتسويق اللاعب الآسيوي في دوري أبطال القارة، بعد أن لجأت عدد من الأندية بتجنيس عدد من اللاعبين من خارج القارة على مرأى ومسمع الاتحاد القاري، الذي غض النظر عن تلك التجاوزات لتحقيق أهدافه من تلك الخروقات والتزوير، لينتهي المطاف بقضية فاندرلي الذي بمقتضاها عوقب النصر آسيوياً، وكادت أن تقصف به محلياً لولا تدارك الأمر في الأمتار الأخيرة في جلسة لجنة أوضاع وانتقالات اللاعبين الأخيرة، التي حضرها الأطراف المعنية والإعلاميون وصدور منطوق الحكم لصالح كرة الإمارات، واكتشاف الكثير من الثغرات في النظم واللوائح. لم تكن دروس فاندرلي قاصرة على أطراف النزاع، وإنما على كل المنظومة الكروية، من أندية وإداراتها القانونية ومتحدثيها الإعلاميين ومجلس إدارة اتحاد كرة القدم ولجانه القضائية وإعلامنا الرياضي، في تناول القضايا القانونية وتداخلها مع النظم واللوائح القارية والدولية لينتهي بنا المطاف، إلى اكتشاف الثغرات الكثيرة في نظمنا ولوائحنا التي تنظم مسابقاتنا الكروية في زمن الاحتراف.. وأكثر الجهات والأفراد المستفيدة من دروس فاندرلي كان رجال القانون بمختلف تخصصاتهم، والمحكمون الرياضيون، وحتى بعض وكلاء اللاعبين الذين وجدوا في قرار 3+1 الآسيوي باباً للكسب بتعاون بعض الأطراف الداخلية والخارجية. والآن، وبعد أن أسدل الستار عن المشهد الذي استأثر باهتمام الجميع، وكاد أن ينسينا أولوياتنا في المرحلة المقبلة من التصفيات المؤهلة لكأس العالم، وانشغل الجميع بما سيؤول عليه مسار القضية لولا المؤتمر الصحفي الأخير الذي دعا إليه الاتحاد، ليعود منتخبنا إلى الواجهة مجدداً ويحدثنا المهندس مهدي علي عن خططه لمواجهة منتخبات المجموعة في الجولة المقبلة.