ونحن نودع عاماً كاملاً من فعاليات «عام زايد»، أكدت في مئوية الأب المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه أن قيمه ستظل نهجاً يحدد مسار مسيرتنا المباركة على أرض هذا الوطن الغالي، جاءت التوجيهات السامية من خليفة الخير صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله بأن يكون العام الجديد2019 الذي سيحل علينا في غضون الأيام القليلة المقبلة«عام التسامح»، وهي من إرث ومنظومة القيم التي أرساها ورسخها المؤسس، وجعلت منه الإمارات منهاج عمل وأسلوب حياة، وتفردت في أدائها المؤسسي والحكومي بأن أنشأت أول وزارة للتسامح ليس في تاريخ العمل الوزاري الإقليمي بل وفي العالم. إدراكاً من قيادتها بأهمية هذا الإرث النبيل والراقي في تعزيز المنجزات والمكتسبات التي تحققت على أرض الإمارات وتكريس للمكانة الإقليمية والدولية التي تحققت لبلاد زايد الخير كوجهة ومنارة عالمية للتسامح.
وقد أكد صاحب السمو رئيس الدولة حفظه الله بأن التسامح أصبح على أرض الإمارات«عملاً مؤسسياً مستداماً من خلال مجموعة من السياسات والتشريعات والسياسات الهادفة إلى تعميق قيم التسامح والحوار وتقبل الآخر والانفتاح على الثقافات المختلفة خصوصاً لدى الأجيال الجديدة».
أجيال تحاول استهدافها تلك القوى المتطرفة الرافضة للآخر، والرافضة للتطور الطبيعي للمجتمعات التي لا تبني حضاراتها وتقدمها وازدهارها إلا بقدر إعلاء قيم التسامح والتعايش والتفاعل مع حضارات وثقافات العالم.
استهداف تلك الأجيال من قبل دعاة الإقصاء ورفض الآخر يصب في مساعيها الخبيثة لتقويض المجتمعات المزدهرة من الداخل.
لعل من أبرز الفعاليات المضيئة التي ستشهدها الإمارات في بدايات عام التسامح زيارة قداسة البابا فرانسيس الثاني بابا الفاتيكان، ليشارك في حوار«الأخوة الإنسانية» بين الأديان بدعوة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الرجل الذي يرعى برؤيته الثاقبة هذه الملتقيات والحوارات والمنتديات التي تهدف لبناء جسور من المحبة والتفاهم انطلاقاً من قيم التسامح بما يصب في خدمة الإنسان وخيره وتقدمه ورخائه داخل الأسرة الإنسانية الواحدة دون تمييز للون أو عرق أو معتقد. و إدراكاً- كما قال سموه- لحاجة العالم اليوم إلى تعزيز القيم الإنسانية الجامعة التي تمكن المجتمعات من العمل لما يخدم مصالحها وينهض بأوطانها ويؤمن مستقبل أجيالها».