مما يثير الأسى أن النقلة النوعية التي حققتها جوازات أبوظبي في سرعة انجاز معاملات الجمهور تفسدها نقطة التسليم، وأعني هنا اداء شركة ''امبوست''· وعندما تقدم خدمات راقية، وان جرت زيادة أسعارها قد يجد لك الجمهور عذراً، ولكن ان ترفع الاسعار وفي ذات الوقت يزداد تدهور هذه الخدمات، فذلك الاستغلال بعينه· وهذا هو واقع جمهور المتعاملين مع ''امبوست''، التي قامت برفع اسعارها بنسبة خمسين بالمئة، وتردت خدماتها الى ما دون هذه النسبة· وبزيارة الى المقر الجديد للشركة بجوار مبنى البريد المركزي في ابوظبي، يرى المرء بنفسه اعداد الناس التي تجيء بنفسها لتسلم معاملاتها، بالرغم من ان الواحد منهم دفع خمسة عشر درهما عن كل معاملة حتى لو كانت عشر معاملات لنفس العنوان· علما بأن الرسوم كانت حتى مطلع العام الجاري عشرة دراهم عن كل معاملة· موظف ''امبوست'' يتصل بك لمرة واحدة من رقم ان عاودت الاتصال به تجد ردا آليا بانجليزية بلكنة هندية يطلب منك إدخال رقم التحويلة المطلوبة، ولأنك لا تعرفها تستعين بطلب تحويلة البدالة، فلا تجد من يرد حتى يأتيك ذات الرد الآلي بذات اللكنة، والمحظوظ من يسمع صوتا عربيا· اما اذا رددت على الاتصال وكنت من القاطنين خارج جزيرة ابوظبي، فانس الموضوع لأن ''الحبايب'' لا يعرفون المناطق الحضرية الجديدة، وحرصا على وقتك واعصابك ومصالحك تختصر الامر، وتفضل الذهاب الى الطابق الاول من المبنى الجديد، وهناك ستجد نوعين من الشباب بعضهم مواطنون وآخرون عرب، منهم من يعتبر مجرد ان يرد عليك خدمة خاصة، ومنهم من يهش ويبش في وجهك وييسر أمرك· وهذه ليست المرة الاولى التي أدعو فيها جوازات ابوظبي لإعادة النظر في التعامل مع هذه الشركة، فما تنجزه للمراجعين يتبدد عند اتصال قوم ''وير آر يو سير''!!· فارحمونا منهم، ووفروا خيارات اكثر للجمهور بين راحة اعصابه أو حرقها وهو ينتظر وثائقه ومستنداته المهمة· واعتقد أن ذلك من أبسط حقوقه·