لم أكن أرغب في الكتابة عن موضوع الساعة في الوسط الرياضي ألا وهو استقالة سعادة يوسف السركال من رئاسة الاتحاد وخصوصاً في أسباب هذه الاستقالة، وحاولت الابتعاد وترك الأمور للأيام لتكشف عنها، ورضيت كما ارتضى السركال لنفسه قبل الجميع عدم الإفصاح عن السبب الحقيقي الذي قاد السركال لاتخاذ القرار الصعب والذي أعتقد أنه جاء كأحد الخيارات المرة لتفادي ما هو أمرُّ منه· لم ولن نختلف على أن مرحلة السركال كرئيس لاتحاد الكرة لها من الإيجابيات الكثير، ويشهد له الكثيرون بأنه من أخلص أبناء هذه الدولة، ولن يستطيع التاريخ محو أو إلغاء ما قدمه لرياضة الإمارات، فإنجازات السركال لكرة القدم لم تبدأ مع رئاسته لاتحاد الإمارات فقط، بل هي قبل ذلك بكثير سواء كعضو في الاتحادات السابقة أو كنائب لسمو الشيخ عبدالله بن زايد عندما ترأس اتحاد الكرة امتداداً لفترة رئاسته لهذا الاتحاد، والكلام عن عطاء السركال حقيقة كالشمس لا يمكن حجبها بأصابع اليد، ولست هنا لأعدّد مناقب السركال، ولا لأدافع عنه، فأنا من المصنفين (معارضاً) أو منشقاً عن مجموعة هذا الرجل، ولا أتفق معه إلا في حب منتخب الإمارات ومصلحته، ولكنني هنا أريد أن أوضح ما يجول في خاطري تجاه انقلاب الساحة الكلي على الرجل بين ليلة وضحاها، فلقد أصبحنا أمام يوسف السركال رجل المرحلة، وأمسينا أمام يوسف السركال المطالب برأسه، فيوم أمس كان السركال بدون منافس ولم يجرؤ من كان الترشح بجانبه لخوض غمار أول انتخابات، واليوم يدعي البعض بأن الإمارات لديها مليون سركال! عفواً مجتمع الإمارات الرياضي ليس هكذا تورد الإبل، وليس هكذا يكون رد الجميل لمن خدم الرياضة وليس في تصريح المليون سركال شجاعة للمصرح، بل هي محاولة رخيصة لركوب الموجة، ويبين من تصريحه أنه أحد هواة التسلق، وليس أحد فرسان الشجاعة وإن كان يعتقد أنه محق في مطالباته بالتحقيق فلماذا لم نسمع منه هذه المطالبات في حينها وفي مكانها المناسب؟ نعم - أخي المتسلق- كرة الإمارات ستمضي في طريقها وعجلة اتحاد الكرة ستستمر بسواعد باقي أبناء الإمارات وبتعاونهم جميعاً سواء من كان في الاتحاد ومن هم خارجه بمن فيهم السركال وغيره ممن يخدمون كرة الإمارات من أي موقع يكونون فيه، ولكن لمصلحة كرة الإمارات والساحة الرياضية عدم تواجد المنافقين والمتسلقين وأصحاب المصالح الشخصية، لأن ضررهم أكبر من نفعهم· لقد بحثنا جميعاً عن هؤلاء المليون سركال لينافسوا يوسف السركال فلم نرَ أو نسمع منهم أو عنهم رغم أننا كنا نتمنى أن يتواجدوا بجوار السركال إثراءً للعملية الانتخابية، وأعتقد أنه من حقنا أن نعتب عليك كأحد المترشحين لانتخابات اتحاد الكرة لكونك كنت تعلم بوجود هؤلاء المليون ولم تفصح عنهم للساحة الرياضية قبل أن يغلق باب الترشيح، وبهذا تكون قد قصرت في أداء أهم واجباتك قبل أن تبدأ مهمتك في خدمة كرة الإمارات عند اختيارك لعضوية الاتحاد· أخيراً وأقولها للساحة الرياضية: إن الاختلاف في الرأي لا يفسد العلاقة بين أطراف القائمين على الرياضة الإماراتية، ولكن لا يجب أن نترك لكل متسلق لا يمتلك أية شجاعة أدبية أن ينال من رئيس اتحاد خدم كرة الإمارات بإخلاص وتفان، وقدم لها الكثير ولم يبخل عليها بوقته وماله وصحته، فشكراً له على ما قدم، وكان الله في عون الرئيس القادم·