كعادتنا. . لا نتعلم من تجاربنا ولا نستيقظ من غفوتنا، إلا بعد أن ندفع أو قد ندفع الثمن غالياً، لأننا لا نعتد باللوائح قبل اتخاذ القرارات الحاسمة، وما وقع فيه اتحاد كرة القدم ولجنة أوضاع وانتقال اللاعبين في تمديد الوقت المحدد لتسجيل اللاعبين هي الغلطة التي أيقظتنا. وهذا يدعونا إلى التوقف كثيراً عند الجمعيات العمومية العادية وغير العادية، التي نحضرها دون التمعن، فيما يعرض علينا من جدول الأعمال إلا البند الخاص بالانتخابات التي نتمعن فيها، لأننا ندرسها بشكل جيد ونستعين بأصحاب الخبرة ونلجأ إلى «التربيطات» ونعقد لها الاجتماعات المتصلة كي نخرج منها بمقعد غنيمة، أما خلاف ذلك فنمر عليها مرور الكرام، وقد لا تتجاوز مدتها الزمنية دقائق معدودة، إذا حضرها الحد الأدنى لقانونية الاجتماع ونخرج منها والابتسامة تعلو وجوهنا عكس الجمعيات الانتخابية التي نكيل فيها للبعض من التهم ما لم ترد في القواميس الرياضية. دراسة النظم واللوائح أمر في غاية الأهمية لرجال الأندية ومجلس إدارة الاتحاد وتجاوزها أو خرقها قد يوقعنا في مشاكل لا حصر لها، كما هي الآن مع تمديد فترة التسجيلات، وبغض النظر عن المسؤول عن اتخاذ قرار التمديد سواء رئيس اللجنة أم كل أركان الاتحاد، سواء بالتمرير أو باجتهاد، فقد وقعنا في المحظور، الذي قد لا نخرج منه بدون ضرر على جهات دون أخرى، إذا ما أصر الاتحاد الدولي لكرة القدم على موقفه من تلميحات رجال القانون فيه وتسريبات القانونيين والعارفين بحيثيات الحكم الذي سيصدره «الفيفا» وتبعاته، والذي بموجبه قد ينتقل التقاضي بيننا على مستوى الاتحاد ولجنة دوري المحترفين وأنديتنا المتضررة. ويجب أن نتساءل عن دور «الكادر» الفني والقانوني في الاتحاد من هذه المادة قبل اتخاذ قرار التمديد، وهل لجأت إليه لجنة أوضاع وانتقال اللاعبين قبل إصدار القرار؟ وهل تم إطلاع كل أعضاء الاتحاد وأخذ الموافقة؟ أم أن الوقت لغالبيتهم كان متأخراً، ولم يتمكن رئيس اللجنة من التواصل معهم، واضطر إلى اتخاذ قرار التمديد على مسؤوليته. . فرئيس اللجنة اجتهد ولم يصب فله من الجمعية العمومية أجر الاجتهاد والتواصل، مع إلحاح الأندية قبل سريان الوقت المحدد. والآن بعدما أفقنا من غفوتنا، ووقع الفأس في الرأس، إذا ما رفض «الفيفا» مقترحنا الذي سوف يحمله إليه وفد من لجنة دوري المحترفين، ماذا عن الخطوة التالية؟ هل يعوض الاتحاد الأندية المتضررة مباشرة؟ وماذا عن الأندية التي تضررت بطريقة غير مباشرة، وماذا عن حقوق الأندية وملايينها التي هدرت دون وجه حق وكيف للاتحاد أن يواجه ردود الأفعال؟ ولماذا لم يكن الاتحاد في حالة استنفار ليومين قبل نهاية فترة التسجيل الصيفي والشتوي، فهما يومان من 365 يوماً؟ ولماذا لم يستنفر الاتحاد كافة لجانه الإدارية والفنية وأجهزته التقنية والاطمئنان على سير الأمور بشكل سليم؟ أسئلة كثيرة محيرة، تدور في مخيلتنا، بعيداً عن النوايا السيئة وتهم نتبادلها، لأننا جميعاً نمتطي صهوة النجاح، الذي تحقق لكرتنا ونراهن على السير معاً لإنجازات ننتظرها في الأيام القادمة من الاستحقاقات. . فرجال الاتحاد قادرون إن شاء الله على تجاوز الأزمة، لأننا جميعا ننشد النجاح، ولا شيء يحيدنا عنه. . فالغلطة أيقظتنا. . والدرس قد نستوعبه.