أعجبني جداً التحقيق الصحفي المنشور في «الاتحاد» يوم الأربعاء الماضي، بتوقيع الزميل علي معالي والذي كان صادماً بأرقامه وحقائقه التي تندرج على معظم الأندية الخليجية والمنتخبات وليس الوصل الإماراتي فقط. فالتحقيق كان عن تولي الأرجنتيني كالديرون دفة القيادة الفنية لـ «الفهود» في ظهوره الخليجي السادس، وأنا شخصياً أعرف كالديرون بشكل جيد، وآخر لقاءاتي معه كانت ساعة كاملة على الهواء في «صدى الملاعب»، يوم جاءنا ممثلاً للفيفا في الزيارة التاريخية لكأس العالم إلى البرنامج، وقبلها تحدثنا تحت الهواء مطولاً عن مشاكل الكرة العربية والخليجية، فالرجل قاد المنتخب السعودي والعُماني والبحريني وفريقي الاتحاد والهلال وبني ياس أي أنه على دراية بأحوال المنطقة واختلاف نظم الاحتراف فيها، وبالتالي هو خيار طبيعي للوصل، ولكن غير الطبيعي أنه منذ انطلاق دوري المحترفين عام 2008 تعاقب 18 مدرباً على الوصل في أقل من ست سنوات، وهي نسبة مخيفة، وليست مرتفعة فقط، والأغرب أن 16 منهم لم يكملوا موسماً كاملاً، ما يعني انتفاء الصبر نهائياً على المدرب، فمثلًا ستريتشكو المخضرم قضى 74 يوماً وبيرانيك 114 يوماً ولاكومب 99 يوماً وكامبوس 134 والخطير هيكتور كوبر 117 يوماً وبانيد أكثر منه حبتين بـ141 يوماً، أما أكثرهم بقاء في منصبه فكان فارياس بـ 293 يوماً ويسبقه مارادونا أسطورة القرن العشرين ومدرب الأرجنتين السابق بـ365 يوماً وهي أيام جيماريتش نفسها الذي حقق مع الوصل لقبه الخليجي الأول، ولن أتحدث عن مدربي التسعة أيام، والمؤقتين، ولكن هل هي حالة صحية أو صحيحة أن نرى 18 وجهاً في ست سنوات؟ وكيف يكون الاستقرار في ظل حصر بقاء المدربين بالنتيجة وحدها؟؟ وهل للبناء دور في المنظومة الرياضية حيث لا تكون النتائج «مفرحة»، ولكن القاعدة والبنية الأساسية لأي فريق تكون قيد التشكيل والنضوج الذي يحتاج لوقت. أعرف كما تعرفون أن المدرب هو الحلقة الأضعف في امتصاص غضب الجماهير، ولكن يجب أن تتغير هذه الفكرة، حتى لا يأتي يوم نغير فيه المدرب، في اليوم نفسه.