من الأفلام الجميلة التي تستحق العناء والمشاهدة، وعدم تضييع الوقت، فيلم «القاضي» المكتوب بحرفية تامة، وبحوار متضاد متكامل، يسبر النفس البشرية، وكيف يمكنها أن تدافع عن الشرف الشخصي، والشرف ليس بالمفهوم العربي المرتبط بالجنس، ولكنه الشرف الإنساني، كأعلى القيم التي يعيش من أجلها الإنسان، وتبقى تخلد روحه بين الناس، وذلك من خلال سرد شخصية الأب الذي يتقمص دوره الممثل القدير «روبيرت دوفال» الذي كان قاضياً صارماً طوال حياته، وتحوله لمجرم متهم بالقتل، وابن هو في نظر الأب القاضي فاشل في الحياة، والذي يقوم بدوره الممثل الساخر«روبيرت داوني جي. آر» ومن إنتاجه مع زوجته، ومن إخراج «ديفيد دوبكن»، في نهاية الفيلم يعترف الأب القاضي بمهارة ابنه المحامي الذي أخرجه من تلك التهمة المعقدة، وبمدى حبه له، بعض الأفلام تنتظر طويلاً لتشاهد شيئاً بجمالها، وإتقانها، ومتعتها! من الأمور التي لا تجعلك ترتاح، ولا مطمئناً في صلاتك، منظر شخص يلبس فانيلة نادي «برشلونة»، ويبقى ماثلاً أمامك، ومعطيك ظهره، وهو يرتدي فانيلة «ميسي»، وأنت كـ«ريالي» فريقك تعثر هذا العام، وتعاني إصابات غير مؤكد شفاؤها، واللاعبين المشترين جدداً، لم تظهر مهاراتهم، كما ظهرت في كأس العالم، بحيث ثمة تذمر في الإدارة، وعدم رضا من الجمهور في تقييم هؤلاء اللاعبين، ومدى مردود ما دفع فيهم من ملايين الـ«يوروهات»، تريد أن تخشع، لكن منظر تلك الفانيلة المخططة بالأحمر والأزرق والأصفر، لا يجعلك تستحضر الإيمان العميق، تريد أن تنسى ذلك الرقم العنيد المطبوع على الفانيلة، لكن لا تقدر، قلبك ما زال موجوعاً، والنتيجة ضاع عليك أجر صلاة الجمعة، ولا قدرت أن تشفي غليلك من ذلك المصلي الـ«برشلوني»، ولو بأضعف الإيمان، وهي مسبة غير جهر، يعتمل بها صدرك العاشق للأبيض الملكي! عندما تسمع سياسياً أو فناناً أو مشهوراً، يقول لك بعد أفول نجمه أو تعثر حظه: إنه لن يبيع إرثه الفني أو السياسي بملايين الدولارات، فاعرف أنه وضع رقماً، والرقم قابل للأخذ والرد، أو بمعنى أن هناك فرصاً للمساومة، وفرصاً للتنازلات، وربما الرضا بالقليل، بعد طلب الكثير! لا أعرف لماذا يصر الكثير من الدعاة الإسلاميين الجدد، على أن يتولوا بأنفسهم جمع التبرعات، وبذلك يعينون أنفسهم جباة للدين، وخازني بيت مال المسلمين، وما أن تفتح العيون على تكدس الأموال بين أيديهم، وأنها تسير في مصارف غير شرعية، ومصارف شخصية، حتى يرغوا، ويزبدوا، ويلقوا تلك الخطب النارية المحشوة بأحاديث، وآيات لا تخص الموضوع، وتتحدث عن الأمانة والإخلاص، وأن حملها ناءت به الجبال الرواسي، وكأنه يريد أن يدافع عن نفسه غير الشريفة، والأمّارة بالجمع والصرف من أموال المسلمين المتبرعين، وكأنه أب الأيتام المؤمنين!