رائدة بتاريخها..عروس بطلّتها..بهية بعراقتها..شامخة باسمها..كإحدى أبرز علامات هذه الأرض..كتبت أبرز سطور التاريخ..ودونت أهم لحظات الدولة..من أيام التأسيس إلى مراحل البناء..في محيطها صفحات خلدتها الأيام..وصور باتت اليوم كنز حضارة الإمارات الجديدة. فتحت قلبها لأهلها..واختارت الاسم الذي تجمعت فيه الإمارات السبع..فهي الاتحاد بقوة اسمها ومكنون معانيها..الاتحاد بهيبة الدولة..وبصدارتها لأهم الأخبار فهي لسان الإمارات وصوت حكومتها.فمن يريد البحث عن أهم إنجازات هذه البلاد..عليه أن يبدأ البحث في صفحاتها.. ويكتب التاريخ من كل أعدادها كسرت قيود الرسمية وحافظت عليها..حطمت التقليد في الطرح ومارست كل أساليب البروتوكول المعروفة.. عشت معها أجمل أيام الطفولة..فهي أول درس لي في الإعلام وأول معلم، تتلمذت على صفحاتها دون أن أدرك ذلك وقتها. فقد تعلمت كيف تكون مختلفاً..وكيف تكسر روتين الطرح وتقليد فتح الملفات ومعالجة القضايا. .على يدها أدركت القراءة بكل معانيها..فلم تكن مواربة..ولا متهربة ولم تضع رأسها يوماً كالنعام.. هكذا علمتني وهكذا أصبحنا على يدها..ما زلت أتذكر انتظاري لوالدي في وقته المحددة قادماً من عمله..فلم أكن أطمح لأن يغدق عليّ بالمصروف أو بهدية يومية..فقد كان يحمل في يده كل الصحف أبحث بينها عن الاتحاد..لأعرف الخبر..وجديد الدوري..والكأس وماذا يفعل المنتخب..وماذا يدور في كرة العالم ورياضتها من أحداث.. كان الخبر هو الخبر بقدسيته وأهميته وسبقه وكانت الاتحاد هي المصدر. واليوم تظهر بحلة جديدة..وكأنها تولد في كل حقبة من جديد..تظهر وغير آبهة بما يحدث في العالم من تواصل تقني يقال إنه قد يحرق كلاسيكية الصحف ويضع أعدادها في الرفوف.. اليوم ونحن نعيش ذكرى عامها الخامس والأربعين..عام النضج والخبرة.. وتراكم السنين لتقدم لقارئها درساً جديداً من دروس الإعلام الورقي..افرحوا بها وافخروا بروحها التي لا تزال شابة رغم توالي السنين..فهي اليوم كالأمس رائدة ومتزنة بعيدة عن الصفحات الصفراء.فهنيئاً للإمارات اتحادها. كلمة أخيرة الصفحات ليست مجرد ورق، بل هي صورة وذكرى ودرس..شكراً الاتحاد.