ودعت الإمارات بالأمس، واحتضن ترابها الطاهر رجلاً من خيرة رجالها وعلماً من أبرز أعلامها، المغفور له بإذن الله تعالى الدكتور عبد الله عمران تريم وزير العدل، ووزير التربية والتعليم الأسبق مؤسس ورئيس مجلس إدارة «دار الخليج للطباعة والنشر». الرجل الذي نعاه لشعب الإمارات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بفقدها ابناً باراً، ورجل دولة قديراً، وإعلامياً كبيراً». الرجل الذي كانت له بصماته الخالدة مع جيل المؤسسين، وهو يتسنم مسؤوليات كبيرة، ومناصب رفيعة في مراحل دقيقة من مراحل بناء هذا الوطن المعطاء. خاصة وأنه نهض أينما حل بدور تطويري في قطاعات مهمة كالعدل والتربية والتعليم. فقد كان أول وزير للعدل في الحكومة الوليدة التي أخذت على عاتقها في تلك الحقبة تنظيم شؤون القضاء، وإرساء دعائم العدل وفق منظومة متكاملة على كافة مناطق الدولة الجديدة. كما كان للقطاع التعليمي أهمية خاصة في تلك المرحلة من مراحل توطيد أركان الدولة الاتحادية، وترسيخ قيم الانتماء والولاء والمواطنة الصالحة في عقول وقلوب الأجيال والنشء، الذين تفتحت أعينهم على ولادة عهد جديد في دولة واحدة، تحت راية واحدة. و بموازة تلك المسؤوليات، كانت له إسهاماته في إطلاق العمل الإعلامي الخاص، وأثراء الساحة الثقافية والإعلامية الإماراتية مع شقيقه تريم عمران تريم رحمه الله الذي سبقه للدار الآخرة منذ سنوات عدة، من خلال مشروعهما التنويري عبر الزميلة «الخليج»،والدار التي تحمل ذات الاسم والمطبوعات الصادرة عنها، لتصبح أكبر دار صحفية خاصة في الدولة، والجائزة الخاصة بتأصيل المشروع وتخليد أثره. ووضع قواعد وحدود التنافس الإعلامي الشريف الذي يضع المصلحة الوطنية في المقام الأول، ويعمل في الوقت ذاته على أثراء وتطوير الأداء المهني، وفق أخلاقيات البيت الإماراتي «المتوحد». وقد كان هذا المشروع يستلهم رسالة الإمارات والنهج الذي قامت عليه في نشر المحبة والتعاون بين أبناء المنطقة الخليجية، والشعوب العربية، والانفتاح على ثقافات وحضارات العالم. رسالة تذود عن الحق الإماراتي في كل منبر ومحفل، وترقى بطروحاتها بعيداً عن التعصب والتحزب والتجريح والإساءة. رسالة تبرز رؤى القادة المؤسسين، والقيادة الحكيمة في بناء وطن يوفر لأبنائه الحياة الكريمة الرغدة، ويعبر بهم نحو مرافئ الرخاء والازدهار، والأمن والاستقرار، ويسهم بدوره ومسؤولياته في توحيد الصف، وحشد الطاقات العربية والإسلامية لخدمة الإنسانية والبشرية جمعاء. رسالة جعلت من أعلام الإمارات أنموذجاً يُحتذى في تعزيز التلاحم الوطني والتقريب بين الأشقاء والأصدقاء، خط واضح، ومسار لا يحيد في تبني قضايا الوطن والأمة، والتفاعل الإيجابي مع التطلعات الإنسانية للشعوب والمجتمعات في الفضاء الإنساني الأوسع. وعلى الصعيد الشخصي، كان عبدالله عمران رجل الوفاء والمواقف الأخوية النبيلة لكل من عرفه وتعامل معه، ينبض بالحب والخير للجميع. واليوم ونحن نودع أبا خالد، عميد صحافة الإمارات، والفارس وهو يترجل صهوة جواده، بعد مسيرة حافلة بالعطاء والإنجازات الملهمة، نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته، ويلهم أسرته الصغيرة، وأسرته الكبيرة في صحافة الإمارات والساحة الأدبية والثقافية الصبر والسلوان، و«إنا لله وإنا إليه راجعون». ali.alamodi@admedia.ae