«صافيني مرة»..أول أغنية لعبدالحليم حافظ، غناها في فيلم «أيام وليالي» 1955 وكانت سبباً في شهرته، وكتبها الشاعر سمير محبوب ولحنها محمد الموجي الذي توقف نجله الموجي الصغير عند الأغنية، وقال «صافيني مرة» كانت أول لحن يقدمه والدي لحليم في بداية مشواره، وحين عرضها عليه أعجب بها بشدة، وطلب منه عرضها على مطربين كبار ليحصل على الشهرة والنجاح، وذهب والدي بها لعبد الغني السيد الذي رفضها بعدما استمع إليها، والشيء نفسه فعله محمد عبدالمطلب، وهو ما جعل والدي يصر على أن يقدمها حليم، وغناها للمرة الأولى في الإسكندرية، واستقبله الجمهور بشكل سيئ جداً، وشاء القدر أن تكون الأغنية سبب شهرة الثنائي الموجي وحليم، وذلك عندما غناها في العيد الأول لثورة يوليو، وقام الفنان يوسف وهبي بتقديم حليم على المسرح، وكان والدي يجلس وراءه مع الفرقة، ونجحت الأغنية واستقبلها الجمهور بشكل جيد.
ويرى الباحث والمؤرخ الموسيقي الدكتور ياسر علوي أن الأغنية أسست لمرحلة جديدة في الموسيقى العربية، وأن ما قبلها ليس كما بعدها، وقال: تتكون الكلمات من مذهب، و3 كوبليهات صيغت كلها بشكل شديد الغنائية عبر تجربة شعرية طريفة، حيث يبدأ كل كوبليه برباعية مكونة من بيتين بقافية موحدة، وفتح هذا البناء الشعري شهية الموجي، فصاغ لحن كل كوبليه بطريقة مختلفة، وتجنب شكل الطقطوقة الشائع، وأكدت الأغنية أننا أمام ملحن منفتح على التقاليد الموسيقية في العالم كله. ومن كلمات الأغنية: صافيني مرة وجافيني مرة، ولا تنسانيش كدة بالمرة، كنا سوا قلبين، الحب جمع شملنا، والعين تقول للعين، إحنا اتخلقنا لبعضنا، وأبقى جنبك ولانيش عارف، أيه مخبي، والقلب يبقى فرحان وخايف، لا يروح حبي، لما تكون ناوي تجافيني، قوللي وأن كان عليك اللوم، دا رضاك ياروحي على عيني، وأنا بخاطري أكون مظلوم.