20 نوفمبر 2010 20:28
نظم الاتحاد النسائي العام بالتعاون مع مركز الإبداع البريطاني للتنمية البشرية البرنامج التدريبي دورة “الوالدية الإيجابية من أجل أسرة سعيدة”، التي استمرت خلال يومي 8 و9 نوفمبر الجاريوقدمها الدكتور إبراهيم الفقي الخبير في التنمية البشرية، ومن المحاور التي تحدث عنها الفقي في هذا البرنامج: الإدراك والمفهوم الذاتي وتأثيره على الأسرة، الفروقات الأساسية بين الرجل والمرأة، دورة العلاقات الزوجية كيف تبدأ وكيف تنتهي، شجرة الحب والسعادة، الأخطاء العشرة التي تسبب تحديات للأسرة وكيف يمكن تفاديها، الاستراتيجية المتكاملة للأسرة السعيدة، كيف تتكون برمجة الطفل؟ ومدى تأثيرها على حياته؟ تطور القيم في السنوات السبع الأولى في السن الاجتماعي وفي سن الاستقلال وفي سن الإنجاز وفي سن التنوع وفي سن الاتزان، تفادي هذه الأخطاء العشرة مع أبنائك، افعلي هذه العشرة مع أبنائك، الاستراتيجية المتكاملة للعلاقة الإيجابية مع الأبناء.
قدمت فقرات الدورة على مدى يومين بنادي الضباط حيث استفادت منها النساء والرجال على السواء.
وقد أكد إبراهيم الفقي ضرورة اعتماد التربية الصحيحة، وضرورة نسج علاقة مع الأطفال أساسها الاحترام والإنصات وتقدير الذات، كما قال في سياق حديثه إن قدرات العقل البشري غير محدودة، ولا تقدر بوزن المخ، ولكن بقوة الشخص على التأقلم مع محيطه، وتقديم مخرجات لكل ما يحيط به من متغيرات، كما أكد أن الاحتياجات الأساسية للطفل ثمانية، منها الأمان، وقال إن الطفل إن لم يجد الأمان في البيت سيبحث عنه في أماكن أخرى مثلاً على الإنترنت كما أصبح شائعا أو في الشارع أو في المولات والمراكز التجارية، ويضيف الفقي أن الطفل محتاج أيضا للحب، وهذا يلزم التصريح به من الوالدين ويجب على الوالد أن يأخد مكانته في تربية الأولاد وتزويدهم بالحب والحنان، ثم التسامح لأنه يحقق الأمان والحب يعالج كل الجروح الطفولية، فمثلا أن يقول الأهل لأبنائهم: “أنت أغلى شيء في حياتي” وليس العكس، كما يجب تقدير أعمال الطفل التي يقوم بها، واستشهد بقوله تعالى: “وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون”. وأصر الفقي خلال المحاضرة على ضرورة التقدير لما له من نتائج طيبة على النفس، ومن مفعول إيجابي على تخطي كل العراقيل الذاتية، بل يزيد الصغار تحفيزاً للقيام بأعمال جليلة مماثلة، ويحث الفقي الأهل على ضرورة تقبل أبنائهم كيفما كانوا وألا يبدوا أي ضجر من أشكالهم أو أقوالهم، لأن مساندتهم وتقبلهم يصنعان المعجزات، يقول الفقي، ويضيف: عندما تقدر ابنك وتحترمه فإنك تعلمه أن يحترمك تلقائياً، والثقة في النفس يجب تعليمها للصغار أيضا منذ الصغر.
المقارنة تهدم الشخصية
في سياق آخر يقول إبراهيم الفقي إن المقارنة بين الأطفال سواء كانوا إخوة أو أبناء عمومة أو زملاء تهدم الشخصية، ويضيف: إن الله خلق الجميع مختلفين، فلا أحد يشبه آخر من حيث البصمات ولا من حيث العيون ولا من حيث كل الأجزاء، فكيف لنا أن نطلب أن يكون طفلنا نسخة طبق الأصل من آخر، وأكد على ذلك ببعض الأرقام حيث ذكر الفقي أن الطفل من سنة إلى أربع سنوات يعتبر مبدعاً 100? وبعد هذه السن يبدأ تراجعه في الإبداع، كما أكد ضرورة ترك المجال للأطفال لممارسة بعض الأنشطة كالرياضة حتى لا تحبس الطاقة داخلهم، وركز على عدم توجيه انتقادات للصغار مباشرة، لأن الانتقاد يعتبر هداماً، بل يجب توجيه النصح بطرق غير مباشرة، والتركيز على الإيجابيات أكثر من السلبيات في حياة الطفل، والسخرية مما يقوم به الطفل قد يكون له وجه هدام لشخصيته، ويجب ربط جسور التفاهم مع الطفل وذلك بالإنصات إليه وتشجيعه واتباع سياسة المدح المباشر وغير المباشر لما لها من انعكاس إيجابي على حياة الأطفال.
القيم الدينية تعزز الشخصية
أكد الفقي خلال هذه الدورة التدريبية ضرورة بناء شخصية الطفل عن طريق القيم الدينية لما لها من مردود عال في تكوين شخصيته، وهذا أصبح يقوم به أهل الغرب اليوم لبناء شخصية أبنائهم، ويضيف الفقي: يجب أن نكون مثلا أعلى في حياة أولادنا، لأن ما نقدمه لأولادنا سيعود يوما لنا، وما يراه أولادنا من سلوكيات سيعيدون إنتاجه، وقال: يجب أن نكون المثل الأعلى، وأكد أن الحب يخلق المعجزات، واللعب مع الطفل وضمه إلى الصدر يشفيه نفسيا ويساعده على النمو، وفي الأخير أجاب الفقي عن أسئلة الحضور والتي كانت كلها تتمحور حول تربية الأطفال وحول طريقة إدارة بعض الصعوبات التربوية.
المدرب المحترف المعتمد
في سياق مواز، قدم إبراهيم الفقي أيضاً خلال زيارته للإمارات دورة تدريبية تحت عنوان المدرب المحترف، ويهدف البرنامج المعتمد”سي. سي. تي” الذي نظم من طرف مركز الإبداع البريطاني للتنمية البشرية إلى صناعة مدربين متميزين محترفين ومؤهلين، وإعدادهم نظريا للحصول على كفاءة عالية في تحليل الحاجات التدريبية وتصميم الدورات وتقديمها وتقييمها على أسس علمية وبمهارات عالية، وتحسين مخرجات التعليم والتدريب في العالم العربي، وذلك عن طريق صقل المواهب التدريبية، وتطوير أساليب التعليم والتدريب، مما يترتب عليه الارتقاء بمستوى الأفراد والمجتمع والمؤسسات والأمة بأكملها، تدريب المديرين والخطباء والساسة والدبلوماسيين وتطوير مهاراتهم على أحدث فنون التأثير والإلقاء الجماهيري.
أربعة أجزاء
تشتمل الدورة التي شهدت حضوراً غفيراً عادة على أربعة أجزاء رئيسية، حيث يبدأ الجزء الأول ببناء شخصية المدرب من الداخل، ثم ينتقل الجزء الثاني إلى بناء مهارات التدريب وتنمية المعرفة، أما الجزء الثالث فيتعلق بالتحكم ببيئة التدريب والسيطرة عليها، ثم يأخذك الجزء الرابع إلى التخطيط والتسويق الاستراتيجي لبرامجك التدريبية، وهذا تفصيل لهذه الدورة:
? الجزء الأول: السيادة على الذات
لكي تكون مدرباً ناجحاً ومتميزاً، فإن عليك أولا ان تتحكم في كل المشاعر السلبية التي تؤثر على أدائك كمدرب، مثل الخوف المرضي، والتوتر والقلق والإحباط، وعندها سيكون باستطاعتك أن تصل إلى أقوى حالاتك الذهنية والجسدية التي تؤهلك للتحكم التام في العملية التدريبية.
وفي هذا الجزء ستقوم بالتالي: التخلص من جميع أنواع الخوف المرضي التي قد تعاني منها حاليا، التعرف على عائلة الخوف من خلال التحدث أمام الجمهور، علاج الخوف من التحدث امام الجمهور، التحكم في التوتر والقلق، وبناء الثقة في النفس.
هذا الجزء من البرنامج سوف يؤهل شخصيتك التدريبية للانتقال إلى الجزء الثاني لاكتساب المعرفة والمهارات التدريبية.
? الجزء الثاني: المعرفة والمهارات
بعد بناء الشخصية التدريبية من الداخل، ينتقل المدرب إلى اكتساب المعرفة اللازمة والمهارات الضرورية التي تؤهله لدخول عالم التدريب بثقة وقوة، ففي هذا الجزء من البرنامج ستتعرف على: التدريب وفوائده: أسرار المدرب الناجح، أحدث النماذج العالمية في التدريب، الفرق بين المدرب القوي والمدرب الضعيف، طرق الاتصال الفعال بين المدرب والجمهور، القيم العليا التي تبني وتصقل المدرب المتميز روحانيا وشخصيا ومهنيا، الأساليب الخمسة للتقديم ثم الأساليب التي تؤدي إلى فشل التدريب، وتوجيه الأسئلة والإجابة عليها، وبعد الانتهاء من جزء المعرفة والمهارات، ينتقل الفقي إلى الجزء الثالث ويطلع الناس على أسرار الاتزان المتكامل.
? الجزء الثالث: أسرار الإلقاء واتزان الطاقة
في هذا الجزء من البرنامج يتعرف المتدرب على أسرار الإلقاء وأساليبه الستة، وكيف يستخدمها وكيف يكتشف أسلوبه في الإلقاء وتطوره وتنميته.
وسيتعرف كذلك على فنون اتزان الطاقة في قاعة التدريب، مما يشيع جواً من الراحة النفسية والهدوء والانسجام المتكامل، ومن شأن ذلك أن يسهم إسهاماً فعالاً في إنجاح العملية التعليمية.
? الجزء الرابع: تدريب عملي ـ تخطيط- تسويق
يخصص هذا الجزء للتطبيق العملي الذي يتيح للمدرب اكتساب المهارات اللازمة ليصبح مدرباً محترفاً على درجة عالية من المعرفة النظرية والعلمية في الأداء، بالإضافة إلى ذلك يتعلم أيضا أسرار بناء محاضرة أو برنامج تدريبي من بدايته وحتى نهايته، وكيف يسوق برنامجه للهيئات المختلفة، وكيف يحصل على فوائد وأرباح من هذا البرنامج، وبذلك يكتسب: تدريبات عملية، قبل وأثناء وبعد التدريب، وتخطيط وإعداد الدورات التدريبية، التسويق الاستراتيجي.
المصدر: أبوظبي