الجمعة 6 ديسمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العلم نهر لا يجف وعلينا الارتواء من فروعه المتعددة

العلم نهر لا يجف وعلينا الارتواء من فروعه المتعددة
4 سبتمبر 2012
تعج مسيرة حياة الدكتور عبدالحكيم الزبيدي، الذي يعمل مستشاراً للدراسات والبحوث في إدارة التخطيط الاستراتيجي في بلدية مدينة العين، بالكثير من النجاحات والإبداعات سواء على صعيد حياته العلمية أو المهنية أو الأدبية، فقد استطاع أن يجمع بين دراسة أكثر من تخصص أكاديمي، ويصل به إلى الدراسات العليا، وأن يوجد لنفسه مكانة مميزة في عالم الشعر والأدب، فهو شاعر وكاتب وباحث وله مؤلفات وكتب يشار إليها بالبنان، بالإضافة إلى رصيده الغني من الجوائز العلمية والثقافية والتكريمات إيماناً منه بأن العلم نهراً لايجف ويجب أن نرتوي من فروعه المتعددة. غدير عبد المجيد (أبوظبي) - انتقل الدكتور عبدالحكيم الزبيدي للعمل في بلدية مدينة العين، حيث عين في منصب مستشار الدراسات والبحوث في إدارة التخطيط الاستراتيجي. وعن طبيعة عمله الحالي، يشرح «عملي هو الإشراف على البحوث والدراسات التي يعدها الباحثون في الإدارة، بالإضافة إلى إعداد وتقديم الدورات التدريبية لموظفي البلدية، في مجال إعداد البحوث والاستبانات وتحليلها باستخدام برنامج SPSS». مهام العمل عن المهام المنوطة به، يقول الزبيدي «من مهام عملي الإشراف على وحدة الإحصاء في البلدية وتطويرها، وتكوين قاعدة بيانات إحصائية شاملة للاستعانة بها في إعداد البحوث التي يعتمد عليها في اتخاذ القرارات المتعلقة بالخطط الاستراتيجية للبلدية. وقد انتهيت من العمل في مشروع توحيد القوالب الإحصائية لجميع الوحدات الإدارية في بلدية مدينة العين، وهي أول مبادرة من نوعها في قطاع التخطيط الاستراتيجي وإدارة الأداء، وأشرف حالياً على إصدار الكتاب الإحصائي السنوي». وحول سر نجاحه في عمله مستشاراً للبحوث والدراسات والسمات التي يجب أن تتوافر فيمن يرغب في العمل في مجاله، يقول الزبيدي «تتطلب مهنة مستشار البحوث والدراسات الإلمام بمناهج البحث العلمي، ومعرفة أنواع البحوث، وكيفية إعداد الاستبانات، وتحليلها واستخلاص النتائج، والخروج بالتوصيات المناسبة. ويأتي التمكن من هذه المهارات من خلال التعليم الأكاديمي، بالإضافة إلى الممارسة. وقد اكتسبت المهارة الأكاديمية في إعداد البحوث من خلال العمل في رسالة الماجستير والدكتوراه، بالإضافة إلى المشاركات البحثية التي شاركت بها في بعض المؤتمرات». ويضيف «استطعت أن أجمع بين الإلمام بالبحوث العلمية التجريبية والبحوث النقدية الأدبية، حيث كانت أطروحة الدكتوراه بحثاً علمياً تجريبياً باللغة الإنجليزية، وكانت مراجعي جميعها طبية. وحصلت على الدكتوراه من كلية الطب في جامعة أبردين ببريطانيا، وفي الوقت نفسه مارست كتابة الأبحاث النقدية الأدبية من خلال أطروحة الماجستير في الأدب العربي الحديث، وأصدرت ثلاثة كتب نقدية حتى الآن فاز آخرها بجائزة الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان لأفضل بحث عن الإمارات في أربعين عاماً، وكان بعنوان «التناص في الشعر المعاصر في الإمارات»، ولي ثلاثة كتب أخرى قيد الطبع». ويؤكد الزبيدي ضرورة أن يسعى الإنسان إلى تطوير نفسه باستمرار، وأن يتابع المستجدات في مجال عمله وذلك من خلال الالتحاق بالبرامج التدريبية، وحضور المؤتمرات والندوات المحلية والعالمية. حياة مهنية يقول الزبيدي «كانت ميولي في المرحلة الثانوية تتجه نحو الشعر والأدب، خاصة أنني بدأت نظم الشعر وأنا في بداية المرحلة الإعدادية؛ لذلك اخترت القسم الأدبي رغم تفوقي في المواد العلمية، وكانت رغبتي في البداية هي أن أدرس الأدب العربي في المرحلة الجامعية؛ وأن أتخصص فيه. ولكني بعد أن تخرجت من الثانوية، وكان ترتيبي التاسع على الدولة في القسم الأدبي، قررت أن أقدم على بعثة دراسية في الخارج وذلك لسبيين: الأول هو أن أتمكن من اللغة الإنجليزية وأجيدها مثل أهلها، والثاني هو اكتساب الخبرة والتجربة بالعيش في إحدى البلدان المتقدمة. وبالفعل حصلت على بعثة دراسية إلى الولايات المتحدة الأميركية لدراسة إدارة الخدمات الصحية». وبدأت حياة الزبيدي المهنية بعد التخرج من الجامعة حيث عين في منطقة العين الطبية بوظيفة نائب مدير الرعاية الصحية الأولية للشؤون المالية والإدارية. وعن مهامه وإنجازاته في تلك الآونة، يقول «كانت مهام عملي تتضمن الإشراف الإداري على مراكز الرعاية الصحية الأولية في منطقة العين الطبية وعددها 21 مركزاً صحياً، وإدارة الطاقم الإداري فيها. وكانت أولى المهام التي كلفت بها هي إنشاء إدارة متكاملة لإدارة الرعاية الصحية الأولية، حيث كانت المراكز الصحية تتبع إدارياً لمستشفى العين، وكانت إدارة الرعاية الصحية الأولية حين باشرت العمل تتكون من مدير الإدارة وهو طبيب يدير الكادر الطبي، وممرض يدير كادر الممرضين، أما بقية الموظفين من فنيين وإداريين، فكانت تتم إدارتهم من قبل مستشفى العين. وحين التحقت بالوظيفة عهد إلي مدير الإدارة أن أضع خطة لإنشاء إدارة متكاملة للرعاية الصحية الأولية، وفصلها عن إدارة مستشفى العين، أسوة ببقية المناطق الطبية في الدولة. وبدأت بوضع الخطة وتنفيذها وتم إنشاء إدارة متكاملة للرعاية الصحية الأولية بالتدريج خلال ثلاثة أعوام تقريباً، تشمل أقساماً متعددة مثل: التسجيل الصحي، الذي يتولى إصدار البطاقات الصحية، وشؤون الموظفين، والإحصاء، والمالية، والصيانة، والعلاقات العامة». رسالة الماجستير يقول الزبيدي «صادفتني صعوبات كثيرة أثناء العمل ولكني استطعت التغلب عليها، واستطعت تحقيق العديد من الإنجازات منها أن قسم التسجيل الصحي في العين أصدر البطاقة الصحية الإلكترونية قبل أن تطبقه وزارة الصحة بثلاثة أعوام، كما صممت موقعاً على الإنترنت لإدارة الرعاية الصحية الأولية. كذلك طورت نظام السجلات الطبية في المراكز الصحية، ووحدت نظام ترقيمها، وتم استبعاد آلاف السجلات التي لم يراجع أصحابها المركز منذ أكثر من عشر سنوات. ومما أعتز به أيضاً في تلك الفترة أنني شاركت في وضع المنهج الدراسي لتخصص «إدارة السجلات الطبية» بكلية التقنية العليا للطالبات في العين، وكان هو النواة لتخصص «إدارة المعلومات الصحية» الذي يدرس حالياً في كليات التقنية العليا». ويشير الزبيدي إلى أنه بعد أن حقق الإنجازات سابقة الذكر، شعر أن التحديات في العمل قد بدأت تقل، حيث تم الانتهاء من مرحلة التأسيس وهي المرحلة الصعبة، وأصبح العمل شبه روتيني، والأمور تسير سيراً طبيعياً. لذلك شعر بالحاجة إلى إكمال دراساته العليا وتحقيق طموحه في الحصول على الماجستير والدكتوراه في مجال الإدارة. في السياق ذاته، يقول «فكرت في إتمام الدراسات العليا في مجال الإدارة، وفي الوقت ذاته كنت غير منقطع عن الدراسة أثناء عملي في الرعاية الصحية، حيث التحقت في الفترة المسائية بجامعة الإمارات، وحصلت على بكالوريوس في اللغة العربية بتقدير امتياز». ويتابع «كان أن حصلت على بعثة دراسية إلى المملكة المتحدة لدراسة الماجستير والدكتوراه في تخصص الإدارة الطبية، واستطعت بتوفيق الله أن أحصل على الماجستير والدكتوراه خلال أربع سنوات. وكان بحثي للدكتوراه عن أثر استخدام السجلات الطبية الإلكترونية في علاج مرضى السكري. وقد أجريت البحث على عينة من مرضى السكري المترددين على مركز الخبيصي الصحي في العين، حيث تم استخدام برنامج سجلات طبية إلكتروني في علاج مرضى السكري المترددين على المركز لمدة عام كامل، ومقارنة النتائج بعام سابق تم العلاج فيه باستخدام السجلات الورقية». ويوضح «جاءت النتيجة أن استخدام السجلات الطبية الإلكترونية قد حسن كثيراً في أداء الأطباء وفي تعاملهم مع مرضى السكري، حيث ينبه البرنامج الطبيب إلى مواعيد الفحوص الدورية التي ينبغي إجراؤها للمريض، ويسهل المقارنة بين الفحوص ومتابعة تطور حالة المريض. طبعاً كان كل هذا قبل تطبيق نظام السجلات الطبية الإلكترونية الموجود الآن في جميع المستشفيات والعيادات في إمارة أبوظبي». وما يشير إلى شدة حب الزبيدي للعلم ورغبته في الاستزادة منه دون توقف أنه بعد عودته من البعثة وحصوله على الدكتوراه في الإدارة اتجه إلى استكمال دراساته العليا في مجال اللغة العربية فحصل على ماجستير في تخصص الأدب الحديث من جامعة الشارقة، كما درس في الوقت نفسه ماجستيراً في إدارة الأعمال في جامعة أبوظبي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©