إطلاق المسح الوطني للصحة والتغذية 2024 - 2025، خطوة مهمة للغاية في إطار الارتقاء بمستويات الرعاية الصحية الشاملة التي تتميز بها الإمارات، وتصدرت معها المؤشرات العالمية في مستوى الرعاية لمختلف شرائح المجتمع، وبالأخص الطفولة والأمومة وكبار المواطنين.
جاء إطلاق المسح الذي تشارك فيه ست جهات صحية وإحصائية من أجل تحديث «قاعدة البيانات الصحية للسكان وقياس مؤشرات الأداء الصحية، ودعم صانعي السياسات والخبراء الصحيين لتحديد الاحتياجات والأولويات، واتخاذ إجراءات استباقية للتحديات الصحية والغذائية، وتعزيز جودة الحياة للمجتمع».
ومن المقرر أن تستمر عمليات المسح التي ينفذها 70 فريقاً ميدانياً نحو سبعة أشهر. وهي تصب في تحقيق مستهدفات التنمية الشاملة 2030.
لقد أثبتت التجارب السابقة على امتداد السنوات القليلة الماضية حرص الجهات الصحية على الالتزام بالشفافية والممارسات العالمية، تنفيذاً لتوجيهات القيادة الرشيدة التي تولي الرعاية الصحية للمواطن، أينما كان، كل الدعم والاهتمام. ومن هنا تتجلى أهمية تعاوننا جميعاً مع الفرق الميدانية لإنجاح هذا المسح الوطني الهام؛ لأن مخرجاته تصب في مصلحتنا جميعاً ومصلحة أبنائنا وبناتنا، وتبني على ما تحقق من نجاحات في قطاع الرعاية الصحية ولكل ما فيه صالح الأجيال القادمة. هدف وطني واضح لبناء أجيال سليمة ومجتمع صحي سليم.
وقد أعلنت الوزارة أن «المسح الصحي الوطني يستهدف 10.000 أسرة من المواطنين والمقيمين، بالإضافة إلى 2000 فرد من العمال، كما يستهدف مسح التغذية الوطني 10.000 أسرة من عيّنة مختلفة، مع الإشارة إلى أن 40% ضمن الفئات المحددة من المواطنين، و60% من المقيمين».
إن العينات تشمل البالغين فوق عمر الـ 18 سنة، والأطفال ضمن شريحتين، الأولى من عمر يوم إلى 5 سنوات، والثانية من 6 إلى 17 سنة، بالإضافة للإناث بعمر 15 إلى 49 سنة والنساء الحوامل».
نتمنى في إطار الشفافية التي تعمل عليها الوزارة وتنطلق منها في التواصل مع المجتمع، إبراز الضرر الفادح الذي تتسبب فيه المأكولات السريعة والمعروفة بـ«الجنك فود» على صحة أطفالنا، وتغافل الكثير من الأهالي عن هذا الأمر الذي أكدت الدراسات العلمية كافة خطورته، خاصة فيما يتعلق بأنه السبب المباشر في تفشي البدانة بين الصغار وما يترتب على ذلك من آثار نفسية عليهم وتعرضهم للتنمر والتخلف الدراسي.
نتمنى التوفيق للفرق الميدانية والجهات المنفذة للمسح وحليفها النجاح في تحقيق أهداف المسح بتعاوننا جميعاً.