العين إن أبصر اللقب الآسيوي الثاني له، مشى نحوه واثقاً وحذراً، وهو أدرى بخيار التتويج الوحيد الذي لا محيد عنه، الفوز هنا بـ«عاصمة البنفسج»، بمعلمتها الجميلة «استاد هزاع بن زايد» بفارق هدفين، فكيف يمكن للعين أن يمشي ملكاً إلى حيث المجد الذي سيجعل منه يوم السبت القادم، بمشيئة الله، الزعيم الأكبر لكرة القدم الإماراتية آسيوياً؟ كيف يمكنه أن يجمع بين الثقة الكاملة في القدرة على رفع التحدي الكبير، والحذر من لدغة يوكوهاما الذي يأتي متسلحاً بالفوز الذي حققه ذهاباً بهدفين لهدف؟.
الثقة التي لا تصل أبداً لدرجة المبالغة، مصدرها ما شاهدناه بأُمِّ العين في مباراة الذهاب باستاد نيسان، والعين يطلق شرارات البداية، يسجل بعد دخول، ولا أجمل لتفاصيل المباراة، قبل أن يؤدي ثمن الأخطاء المرتكبة عند مراقبة المنطقة، وقد أُجبر لاعبو العين على اللعب ببلوك نازل، بأن استقبل هدفين في مباراة كان يفترض أن تنتهي في أسوأ الأحوال متعادلة. الثقة بأننا إذا طلبنا من العين أن يكون هذا السبت هو سيد القرار، وهو المتحكّم في فصول المباراة، فإننا في ذلك لا نطلب مستحيلاً؛ لأن العين يملك حدقات تستطيع أن تقتنص الأهداف، ولو من زوايا مستحيلة، فمن يملك الرمح سفيان رحيمي، ومن يملك في جبهة الهجوم بلاسيوس وكاكو، والقادمين من الخلف (يونج بارك ويحيى نادر)، لا يمكنه قطعاً أن يعدم وسيلة لإسقاط الستار الدفاعي الذي سيلعب به الفريق الياباني.
ومع هذه الثقة التي أعتبرها قبس النور الذي سيضيء طريق العين في ممشاه الصعب نحو الكأس الغالية، يحتاج العين لأن يكون حذراً من لدغة يوكوهاما، الذي إذا سلمنا بتركيزه أكثر على الواجبات الدفاعية، في محاولة منه لتيئيس نجوم العين، جزمنا أيضاً بسعيه لاستغلال كل فجوة تترك له ليصعِّب المهمة على الزعيم العيناوي. ولئن كان هناك من يرى أن النهائيات تُكسب ولا تُلعب، فإنني أرى في مواجهة العين ليوكوهاما صنفاً مختلفاً، فالعين يحتاج لأن يلعب بذكائه وحواسه وخبرته وتركيزه وحتى دهائه، ليحسم الصدام الكروي العنيف لمصلحته، ومع الحاجة لكل هذه المكونات التكتيكية والذهنية، فإن العين سيؤسس، خلال المباراة، لتراتبية على درجة كبيرة من الأهمية، أن يبحث أولاً عن تسجيل هدف السبق باعتماد الضغط المنظم الذي لا يترك فراغات في الظهر، وإن هو سجل هذا الهدف دونما تعيين مسبق لتوقيته، عمد ثانياً لمضاعفة الحصة، وتوخى ثالثاً الحذر، فلا يستقبل مرماه أي هدف. والوصول لهذا الممكن، يكون عبر توازن الأداء الهجومي والدفاعي، وعبر الإخراج السليم للكرة من المنطقة،  والتحول السلس والناجح من الحالة الدفاعية للحالة الهجومية، والعكس صحيح، وعبر تنويع الأداء الهجومي من دون السقوط في نمطية البناء الذي يريح دفاعات الفريق المنافس.
وإن كان مصدر النجاعة في منظومة أداء العين، أن يكون فرسان البنفسج في قمة لياقتهم الذهنية قبل البدنية، فإن مصدر النجاح في المهمة، أن تجعل الآلاف من الحناجر العيناوية لاعبيها يحلقون صوب الهدف فوق أبسطة الريح، وتجعل الأرض تتزلزل تحت أقدام لاعبي يوكوهاما.
وأنا على يقين، من أن جماهير العين ستشد نفسها مع لاعبي فريقها بالرباط المتين، لتبقي بالإمارات كأساً كبر معها الحنين.