في قلب العالم، بؤرة العين، يشمخ اليوم جناح الطير وبريق النجمة، مطار زايد على مهد الرؤى التي جللت وجدان الإنسان في كل مكان بتيجان التألق وأوسمة التفوق وأحلام أزهى من شعشعة الأقمار في وضح السماوات وأناقة الأرض. مطار زايد حلم زايد يتدفق وجداً ووجوداً، ويرسم في الذاكرة طموحات زعيم وضع الإمارات في مقلة العالم وعند شغاف الغيمة، وكتب في صفحات التاريخ سطوراً ترسخ معنى الحب والتضامن الإنساني، فشيد هذا المطار هذا النهج الإماراتي في صناعة الأمل لعالم يسند عضده على صرح يؤسس لحياة تفتح نوافذها للقلوب مشرعة على أفق لا تشوبه شائبة، ولا تعرقله خائبة، أفق من زمان زايد الحاضر الغائب المستتب في الضمير الإنساني شمعة تضيء أحلام الناس بالفرح وتملأ دروبهم بمصابيح العفوية، وقد آمنت القيادة الرشيدة بأن المطار في أي بلد ليس محطة للهبوط والصعود، بل هو لوحة تشكيلية تعبر عن ذائقة وطنية وروح إنسانية تفيض بالحب، وقلب كبير كأنه المحيط، وأنه الوعي في ذاكرة التاريخ، كما أنه السمات الأخلاقية التي يتمتع بها شعب آمن بأن الحياة جسر للوصول، وليست مكاناً للتوقف، وها هي الإمارات، بفضل سياسة معطرة بالشفافية، تمضي حقباً باتجاه التداخل مع الآخر، راسمة خطوط الطول والعرض لرحلة التاريخ بأنامل من حرير الأخلاق، أخلاق زايد الخير، طيب الله ثراه، وأسكنه فسيح جناته، وهي الرسالة القويمة التي أرساها المغفور له في ضمير بنيه وشعبه حتى أصبحت اليوم أيقونة التاريخ، وصارت في الدُّنى صفحة مكتوبة من ذهب القيم العالية، وشيم الناس الأخلاقيين.
مطار زايد اسم على مسمى، وهو المهد لمشاعر من يشغلهم الوصول إلى منازل النجباء، ومن تلمع في عيونهم طموحات تحقيق أمنيات لا سبيل لتحقيقها إلا بحثّ الخطوات ومعانقة سماء دولة لها في التواصل مع الآخر تاريخ وذاكرة محفوظة على سبورة الأيام، منقوشة بزلال، مفروشة بدلال النفوس التي طوعت الصعاب بإرادة اللامستحيل، وعزيمة اللارجوع عن تحقيق الأهداف، مهما بلغت كعوب الحياة من وعورة وبسوق.
مطار زايد، كما قال عنه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله: «مطار زايد تحفة معمارية.. زانها وزيّنها اسم زايد»، كلمات من عبق القصيدة ومن بيت الشعر يمضي الخيال الرحب يلون العبارة، ويزخرف الجملة وينقش الكلمات على صفحة التاريخ.
بوح من فرح وصدح يشكل وجداننا، ويرسم صورة الحاضر كأنها الموجة في وجدان سواحل الأمل ومرافئ السفر الطويل.
مشاريع الإمارات اليوم باقات ورود بألوان النهار وسماحة الليل وشذا أرواح كانت هنا، واليوم تعطر قلوبنا بعبير منجزات أمتعت فأسعدت فوسّعت الحدقات، فصار الوطن كفيض القصيدة في الشعراء ونهر الرواية في ذاكرة النبلاء، وهكذا تعرف الشعوب بصيت أراجيزها وصوت خطواتها على الأرض.
ومطار زايد رمش يظلل مقلة العين، ومرود يضع الكحل بين نون العين وصبوة الجمال في أفئدة العشاق.