ألف شكر وتبجيل ومحبة واعتزاز لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، الرئيس الفخري لاتحاد كتاب وأدباء الإمارات، لتخصيص هذا اليوم بمبادرة كريمة من قبل سموه، كدلالة على الأهمية المتزايدة التي يوليها سموه للكتاب والأدباء في الإمارات، حيث يوافق هذا التاريخ (26 مايو) تأسيس اتحاد كتاب وأدباء الإمارات عام (1984)، والذي يسعدني دوماً وعلى مدار أيامي وسيرتي الأدبية أنني كنت وما زلت عضوة فيه، وقد تم طباعة الكثير من دواويني باهتمام ورعاية من هذه المؤسسة الكريمة الرائعة، التي أصبحت كحضن الأمومة تعتني بكل الأدباء ورواد الثقافة.
بالنسبة لجميع الناس تعتبر الكتابة هي إبداع المخيلة والعمق الثقافي لما اختزنه الكاتب في مسيرة حياته، كما أنها تعبير عن ضرورة استمرارية تعدد اللغات وتنوع الحضارات عبر كل الأزمنة، ولكن بالنسبة للكاتب هي كما التنفس الضروري لبقاء الإنسان على قيد الحياة، فهل الكتابة هي من تختار الكاتب وليس هو من يختارها، وإن سخّر حياته لكي يتعلم تدوينها وصقلها وتشكيلها بأسلوبه وصياغته، فإنها تصبح هي سيدته التي يستجيب سريعا لإشاراتها التي يوحي بها خياله.
وعندما يتمكن الكاتب من التفرغ للكتابة وإعطائها الوقت والجهد والاستمرار، لا يستضيء هو بنورها فقط، بل يضيء وعي جميع من يعشق القراءة مِن من حوله، بل حتى البعيدين الذين يخصصون أوقاتاً من أيامهم لارتياد المكتبات، كما يشعرون بالبهجة والفرح حين تفتح معارض الكتب أبوابها في المناسبات المخصصة لمعارضها، فنراهم يزدحمون ويتراكضون لاقتناء الكتب التي يولونها اهتمامهم في أي مجال يتخصصون فيه، أو لاقتناء الجديد منها التي تزدحم بها معارض الكتب، لذلك يسرني أن أرى الدعم المتزايد للكاتب الإماراتي في الدولة.
 إن هذا التقدير والاهتمام لجهود الكاتب الفكرية والإنسانية، ولدوره الرائد في الأدب والتنمية المجتمعية وترسيخ حب الوطن في أذهان أبنائه، وإعلاء مكانته في التطور والإبداع الثقافي، إنما ينبثق من رؤية صاحب السمو حاكم الشارقة وثقافته العميقة التي لا ترى الحياة إلا نهراً عميقاً يتدفق بالثقافة في العقول والنفوس ليرتقي بالإنسان إلى وهج الحضارة. 
ولأن هذا اليوم مناسبة عزيزة على قلب كل شاعر وباحث وراوٍ وقاص ومبدع، وكل الذين يعتزون بكتاباتهم ومؤلفاتهم، وينسجون سيرتهم في كل مجالات الثقافة، فإني أتقدم لجميع الكتاب، ناشئة وبارزين وهواة، بالتهنئة في يومهم هذا، وأدعوهم للاستمرار بالكتابة والإبداع في شتى أنواع الثقافة، لأننا بالقراءة نحيا ونتعلم أسرار الوجود، كما تحيا بها قصصنا ومخيلتنا وأحلامنا.