يقول الذين بهم فصاحة وعلى علم باللغة العربية، إن للسيف ما يقارب 300 اسم في اللغة العربية، منها: إبْرِيْق، إزَار، إزَارَة، إصْلِيْت، أصْمَعِي، إِفْرَنْد، أنِيْث، بَاتِك، بَارِقَة، بَتَّار، بَتُوْك، جُنْثِيّ، حَذِيْم، حُسَام، خَدِب، خَشِيْب، خَلِيْل، دَدان، دُرِّيّ، ذَكَر، ذو النُّوْن، رَهِيْف، سُرَاط، سُرَيْجيّ، شَلْحَاء، صَارِم، صُرَاط، صَفِيْحَة، صِلّ، صَلْت، عِطَاف، غَدِيْر، فَارُوق، فِرَنْد، فَشْفَاش، فَيْصَل، قَاطِع، قِرْضَاب، قُرْضُوب، قُرْطُبَى، كَهَام، كهِيْم، كَوْكَب، لُجّ، لِيَاح، مَاضِي، مِئْنَاث، مِئْنَاثَة، مُجّ، مُتْنن، مَخَشُوب، مُصْفَح، مُصَفَّح، مَضْرَب، مُنْصَلِت، نَجْم، نُوْن، هَبَّار، هَذَّاء، هِنْدِي، وِشَاح، وِشَاحَة، وِقَام، مُهَنَّد.
والمُهنَّد وهو السيف المصنوع من حديدِ الهند، كما أنه اسمٌ لشابٍ، يعكس نصله قوة صبره وجلده في تحمل المستحيل.. وجدت في مُهَنَّد فكراً أشبه بالسيف الذي يُضفي على حاملِه هيبةً وقوة، فهو حاذق الذكاء يقطع الوقت ومُلهيات الحياة بحيل اللامبالاة والذاكرة السحابية، وُلد في أسرةٍ متوسطة الحال، لكن القدر لم يكن كريماً معه في بداية حياته إذ نشأ في بيئة تفتقر إلى الكثير من الكماليات ومن أهمها وجود أب يمسك بخنصره عندما يجوب الأسواق والأماكن المزدحمة، لم يعرف الرفاهية التي تمتع بها أقرانه، مما جعله يدرك منذ صغره معنى المعاناة والكفاح ولذة النصر وجمال الأمل.
ورغم قسوة الحياة، لم تفتك هذه الظروف الصعبة من شخصيته الرقيقة والطموحة، فقد جاء مُهَنَّد رتيب في خطواته، فكان مشابهاً للقمر في وسامته وبملامح هادئة وعينين تعكسان عمقاً غير عادي، وشعر نكشه بقصد يُلفتُ أنظار الجميع، لكن ما كان يميزه حقاً هو لطفه الذي كان يُشبه نسيم الربيع الذي لا يختلف على محبته البشر وإن حرمته الحياة من الكثير، لكن الله أكرمه بمحبة الناس، عندما التقيته أحببته من الوهلة الأولى وأدركت أن الجميع يُحبه، ويرون فيه الأمل والعطاء الذي يفتقدونه في كثير من الناس.
قلت له «أخيراً، مثيراً وكثيراً تحدث عنك المحبون» نظر إليّ بخجلٍ واضح، وقال «هم كذلك زينوني في عيونكم بما لا أستحق.. ولكنهم لم يبالغوا فيما قالوه لي عنك». تحدثنا في أمور الحياة التي نثرها مُهَنَّد كما ينثر النداف قطن المطارح، أدركت من تحاوري معه أن هزيمة التحديات زرعت في عقله عزيمة تُلائم شغفه وحبه وإرادته للحياة التي تزداد قيمها باحترامه للمرأة ومبدأ الستر قوة وصلابة.
للعارفين أقول، يقول مهند «منذ عرفت الحب مؤخراً نسيت الخيانة.. وصرت بفضل هذا الحب أجمل في عيني وكبيراً في نظري وعميقاً في رؤيتي»، رفعت يدي للسماء ودعوت الله أن يكرمه بجوهر الإنسانية ومن الحب، الاحترام، والتقدير بما يستحق.. مهند مثال للشاب الذي رغم كل شيء، يظل لطيفاً كالنسيم، قوي الفكر كالسيف، ووسيماً كالقمر، يجسد بحياته المثل الأعلى للكفاح والأمل.. ماذا أقول لكم عن إنسانية أهلنا وجمال تربيتهم، هو أني قليلٌ ما أحب من أول نظرة.