سيد الحجار (أبوظبي)
سلطان بن راشد سعيد الظاهري، أحد الرواد الذين كانت لهم بصمة بارزة في النهضة الاقتصادية لدولة الإمارات على مدى عقود، فضلاً عن دوره الإنساني والخيري المتميز، لاسيما بمجال التعليم. وخلال مسيرته الرائدة، تبوأ الظاهري العديد من المناصب، التي قام من خلالها بمواصلة تقديم الخدمات الجليلة لوطنه، وكان لموقعه كعضو في مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة أبوظبي خلال الفترة من 1971 إلى 1997، دور مهم في قيامه بترسيخ موقع المجتمع الإماراتي على خريطة العالم الاقتصادي، إلى جانب مساهمته الكبرى في تأسيس شركات أخرى، لاسيما بالقطاع الصناعي، بهدف تنويع مصادر الدخل، وتوفير أكبر قدر ممكن من فرص العمل.
وكان الظاهري، والذي يعرف عنه الإخلاص والبذل والعطاء لرفعة الوطن وإعلاء شأنه، عضواً في المجلس الوطني الاتحادي ورئيس اللجنة المالية والاقتصادية، وذلك لمدة أربع سنوات من 2011 إلى 2015.
وشغل الظاهري منصب عضو مجلس إدارة صندوق الوطن، وكان من الأفراد الداعمين له، معتبراً ذلك نوعاً من رد الجميل للوطن، وسيراً على نهج المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في بناء المواطن الإماراتي، ليكون قادراً على مواجهة التحديات المستقبلية، ليكون الظاهري بذلك مثالاً وقدوة لكل مواطن إماراتي يساهم بفعالية في تقدم وازدهار الوطن، ومعبراً بذلك عن عمق الولاء والانتماء للوطن، وتجسيد التلاحم بين فئات المجتمع.
نشأة مهنية
بدأ سلطان بن راشد الظاهري حياته المهنية عام 1957 عندما التحق بقوات ساحل عُمان، حيث تدرج من مجند، إلى أن أصبح آنذاك مرافقاً لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، من 1964 إلى 1966.
«سلطاكو»
وفي بداية الستينيات، منحه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب له ثراه، قطعة أرض لبدء مشروع خاص، وسرعان ما بادر الظاهري بالانخراط في عالم الأعمال، عبر تأسيس شركة «سلطاكو» عام 1968، والتي تواصل أعمالها حتى اليوم كإحدى العلامات البارزة بمجال مواد البناء، ومع النهضة العمرانية التي شهدتها الإمارات منتصف السبعينيات من القرن الماضي، قرر الدخول في مجال المقاولات، حيث أسس عام 1975 شركة «أستراكو» للتعهدات، والتي تُعد اليوم من الشركات الأولى في مجالها.
وكانت نشأة سلطان بن راشد الظاهري، المولود عام 1932، بالعين، حيث تعلم القرآن الكريم في صغره، قبل أن ينتقل لأبوظبي في الستينيات من القرن الماضي.
وحرص الظاهري على تربية أبنائه على العمل الجاد وتحمل المسؤولية، والتحلي بالأمانة والصدق والتواضع وحب الخير للجميع، وغرس فيهم حب الوطن والولاء للقيادة الرشيدة، الحريصة على توفير الحياة الكريمة للمواطنين، ودائماً ما يؤكد أن ما حققه من نجاحات، يرجع لفضل الله عليه، ثم القيادة الرشيدة.
عمل خيري
يُعد سلطان بن راشد الظاهري أحد رواد العمل الخيري والمسؤولية الاجتماعية بامتياز، حيث حرص في كل المراحل التي قطعها، على أن يكون تطور المجتمع وأفراده جزءاً لا يتجزأ من مسيرته، وله مساهمات خيرية في مجالات عدة داخل وخارج الدولة، سعياً منه في تعميق مبادئ التكافل، وتجسيد روح العطاء والنفع العام، ومنها بناء معهد الأزهري في المقطم ووادي النطرون في جمهورية مصر العربية، والتكفل بتعليم مئات الطلاب والطالبات في الهند، وغيرها من المبادرات التعليمية في أفريقيا والأردن وسوريا والإمارات.
معاً يا وطن
كما ساهم الظاهري في تأسيس صندوق الوطن ودعمه ومساهمته أيضاً في حملة «معاً يا وطن»، بجانب المساهمة في بناء مجموعة من المساجد داخل وخارج الدولة، ودعم الهلال الأحمر الإماراتي بمساهمات مالية على مر السنوات لدعم الحالات الإنسانية.
كما ساهم الظاهري في تأسيس كرسي «سلطان بن راشد» للتمويل الإسلامي بجامعة زايد، بالإضافة إلى دعمه لبرنامج القادة الشباب لطاقة المستقبل، لسنتين على التوالي في جامعة مصدر.
وحظي بالتكريم في العديد من المناسبات على إنجازاته الاقتصادية، ونجاحاته في عالم المال والأعمال، عبر منحه شهادة تقدير عربون ووفاء لما قدمه في سبيل خدمة المجتمع الإماراتي وتطوره، كما حصل على مجموعة من الجوائز، مثل جائزة رئيس الدولة التقديرية لمشاركته في بناء الوطن، وجائزة أبوظبي، وذلك لدعمه طلاب الجامعات بمنح دراسية، وجائزة رواد الإمارات.
أعمال متنوعة
تنتشر أعمال مجموعة سلطان بن راشد الظاهري، في إمارات الدولة كافة، وتضم شركات متنوعة، متخصصة بأعمال الخرسانة، وصب المعادن، ولوحات الطرق، والمطابع، وإدارة العقارات.
ويحرص سلطان بن راشد الظاهري، على متابعة أعمال المجموعة بنفسه حتى اليوم، بالتعاون مع أبنائه، حيث شهدت المجموعة نوعاً من التطوير وإعادة الهيكلة والتوسع لضمان استمرارية الأعمال.
«أبوظبي الوطني»
بالتوازي مع بداياته كرجل أعمال، أصبح الظاهري عضو مجلس إدارة بنك «أبوظبي الوطني» عام 1972، وكان عضواً كذلك بلجنة إدارة المخاطر في البنك ذاته، كما كانت له خطوة أخرى في عالم الاستثمار من خلال مساهمته في تأسيس شركة «أبوظبي الوطنية للتأمين» عام 1975، حيث أصبح عضو مجلس إدارة الشركة منذ تأسيسها.
شركات متخصصة
نجح الظاهري في تأسيس مجموعة من الشركات المتخصصة في العديد من المجالات الإنشائية والمقاولات والصناعات المختلفة، والتي تعمل تحت مظلة مجموعة سلطان بن راشد الظاهري، والتي تتم إدارتها بكفاءات وخبرات إماراتية متميزة، ليساهم بذلك
بدور بارز في تنمية اقتصاد الدولة، من خلال المشاركة في مختلف القطاعات، مثل العقارات والمشاريع وإدارة المحافظ، فضلاً عن تملك أعمال وشركات والمساهمة شريكاً في المؤسسات التجارية والصناعية الرائدة.