هدى جاسم، وام (أبوظبي، بغداد)
عبّرت الإمارات عن تعازيها الصادقة وتضامنها مع جمهورية العراق الشقيقة، في ضحايا الحريق الذي اندلع في محافظة نينوى، وأسفر عن مقتل وإصابة المئات.
وأعربت وزارة الخارجية، في بيان لها، عن خالص تعازيها إلى الحكومة العراقية والشعب العراقي الشقيق، وإلى أهالي وذوي الضحايا في هذا المصاب الأليم، وتمنياتها بالشفاء العاجل للمصابين.
وقتل أكثر من 100 شخص وأصيب 150 آخرون بجروح وفق حصيلة غير نهائية نشرتها السلطات جراء الحريق الذي اندلع ليل الثلاثاء الأربعاء، في قاعة الأعراس بمنطقة «قرقوش»، فيما كان في القاعة التي لم تكن موافية لشروط السلامة نحو 900 مدعوّ لحظة وقوع الحريق، وفق وزارة الداخلية.
وبالتزامن مع مشاركة عشرات الأشخاص بتشييع ضحايا الحريق المميت، أكد قائد عمليات نينوى اللواء الركن عبدالله الجبوري أن التحقيقات انتهت، مشيراً إلى أن لجنة التحقيق في الحريق أنهت إجراءاتها، كاشفاً عن توقيف 19 شخصاً.
كما أوضح أنه سيتم اتخاذ إجراءات ضد مسؤولين إداريين في قضاء الحمدانية، مؤكداً أن هناك قصوراً واضحاً في تطبيق شروط السلامة بالقاعة التي شهدت الكارثة، بعد أن أشعلت الألعاب النارية مواد شديدة الاشتعال في سقف موقع الزفاف، وسرعان ما التهمت النيران كل شيء.
وكانت وزارة الداخلية أعلنت أمس الأول، القبض على 14 متهماً في الحادث، هم 10 عمال وصاحب قاعة الأعراس التي وقع فيها الحريق، بالإضافة إلى ثلاثة متورطين بإشعال الألعاب النارية.
فيما بينت التحقيقات أن الألعاب النارية والأقمشة سريعة الاشتعال في سقف القاعة كانتا السبب الرئيسي لاندلاع النار.
كما أظهرت أنه لم يكن هناك مخرج بعد غلق الباب الرئيسي للقاعة، عقب اشتعال النيران،
وأن باب الطوارئ كان صغيراً ومخفياً، وبسبب العدد الكبير للمدعوين داخل القاعة لم يصل إليه أحد، إذ أن النار تسببت بحالة ذعر وتدافع وانتشرت بصورة سريعة.
وصباح أمس، أجرى رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني زيارة للمصابين جراء الحريق في مستشفيات في محافظة نينوى من أجل الوقوف على تداعيات حادث الحريق، كما قام بتعزية أسر الضحايا في قرقوش، وفق مكتبه.وجدد السوداني موقف الحكومة بعدم التساهل مع أي حالة تقصير وأن المقصرين يجب أن يحاسبوا وفق القانون. وقال: «لن يكون هناك تساهل مع أية حالة تقصير من قبل أي موظف بالدولة، وهذا هو منهج الحكومة». وأضاف: «هذا الحادث الأليم أصاب كل العراقيين، ونجد علامات الحزن والمواساة تعمّ كل أرجاء بلدنا، في صورة من صور التكاتف والتآزر والأخوة». وبحسب شهود عيان، فإنّ الحريق أتى على قاعة الزفاف بسرعة قياسية. وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، نشرت وسائل إعلام عراقية مقاطع فيديو صوّرها بعض الحاضرين قبيل اندلاع الحريق، تظهر أجهزة ألعاب نارية وهي تطلق الشرارات التي لامست سقف القاعة وأشعلته.
وكانت وزارة الداخلية العراقية، أشارت إلى أن «سبب العدد الكبير من الضحايا يعود إلى أن القاعة كانت مغلفة بألواح الإيكوبوند سريعة الاشتعال والمخالفة لتعليمات السلامة، والمحالة إلى القضاء حسب قانون الدفاع المدني المرقم 44 لسنة 2013 لافتقارها إلى متطلبات السلامة من منظومات الإنذار والإطفاء الرطبة في منطقة الحمدانية بمحافظة نينوى».