الأربعاء 10 ديسمبر 2025 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«التغير المناخي» تجمع الشركاء في «منتدى التنوع البيولوجي»

عمر السويدي وشيخة الظاهري وهبة الشحي والمشاركون في صورة جماعية (من المصدر)
15 أكتوبر 2025 01:13

أبوظبي (الاتحاد)

استضاف جناح دولة الإمارات أمس منتدى التنوع البيولوجي بعنوان «نتعلم من الطبيعة، نعمل من أجلها» ضمن فعاليات المؤتمر العالمي للحفاظ على الطبيعة، الذي تستضيفه أبوظبي في الفترة من 9 إلى 15 أكتوبر 2025.
ويهدف المنتدى، الذي عقد بالتعاون بين وزارة التغير المناخي والبيئة وكل من هيئة البيئة - أبوظبي، و«أدنوك»، وشبكة الرؤساء التنفيذيين للاستدامة «CSONetwork»، إلى استكشاف سبل تعزيز العمل بين القطاعات لتحقيق أهداف التنوع البيولوجي، حيث جمع المنتدى نخبة من القادة والخبراء والجهات المعنية من القطاعات الحكومية والقطاع الخاص والأوساط الأكاديمية والمجتمع المدني، بهدف إلهام وتحفيز إجراءات ملموسة وقابلة للقياس في مجال التنوع البيولوجي، وتعزيز التعاون بين مختلف القطاعات من أجل مستقبل مستدام.

التكنولوجيا والاستدامة
وشهد المنتدى حضور كل من عمر السويدي، وكيل وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، رئيس دائرة المكتب التنفيذي والاستدامة في «أدنوك»، والدكتورة شيخة سالم الظاهري، الأمين العام لهيئة البيئة - أبوظبي، وهبة عبيد الشحي، وكيل الوزارة المساعد لقطاع التنوع البيولوجي والأحياء المائية بالوكالة في وزارة التغير المناخي والبيئة، وإبراهيم الزعبي، الرئيس التنفيذي للاستدامة والبيئة والمسؤولية المجتمعية والحوكمة في مجموعة «أدنوك» ورئيس شبكة الرؤساء التنفيذيين للاستدامة، إلى جانب عدد من المسؤولين التنفيذيين من شركة «أدنوك»، وعدد من الشركاء المحليين والدوليين.
وبهذه المناسبة، قال عمر السويدي: «تُعدّ الشراكات بين القطاعين العام والخاص ركيزةً مهمة لحماية الطبيعة، وبالنسبة لقطاعي الأعمال والصناعة، يتعين عليهما اعتماد نهج متكامل يضمن مراعاة الطبيعة في كل مرحلة من مراحل اتخاذ القرارات المتعلقة بالنمو والاستثمار وتنفيذ العمليات. وبالتزامن مع استمرار دولة الإمارات في تطوير استراتيجيتها الوطنية للصناعة، يتواصل تركيزها على تعزيز دور التكنولوجيا والاستدامة باعتبارهما مساهمين رئيسيين في خلق قيمة طويلة الأمد للدولة مع الحفاظ على إرثها الطبيعي».

50 مليون شجرة قرم
وقالت الدكتورة شيخة سالم الظاهري، الأمين العام لهيئة البيئة - أبوظبي: «نحن اليوم في لحظة محورية تلتقي فيها ضرورة التخفيف من فقدان التنوع البيولوجي مع الالتزام باتخاذ خطوات سباقة نحو التغيير. لقد أثبتنا في أبوظبي أن صون الطبيعة أمر أساسي لمستقبل مرن ومزدهر. فمن استعادة أكثر من 50 مليون شجرة قرم إلى إطلاق أكبر برنامج عالمي لإعادة تأهيل الشعاب المرجانية في العالم، تؤكد جهودنا أن الحلول القائمة على الطبيعة ليست فعالة فحسب، بل هي قابلة للتطبيق والقياس وجديرة بالاستثمار الاقتصادي. ندعو قادة الصناعة والمبتكرين بالنظر إلى التنوع البيولوجي باعتباره من أصول التنمية لا عوائقها. فالعلم واضح، والأدوات متاحة، وأمثلة النجاح تحيط بنا من كل جانب، وما تبقّى هو أن نتحلّى بالشجاعة لنخطو بثقةٍ نحو الفعل».

49 محمية
وخلال كلمتها، أكدت الشحي على التزام دولة الإمارات الراسخ بالتنوع البيولوجي والطبيعة، وأنه إرث متجذر بعمق في رؤية الأب المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه. وسلطت الشحي الضوء على الإنجازات البارزة التي حققتها دولة الإمارات في مجال التنوع البيولوجي، بما في ذلك إنشاء 49 منطقة محمية، وتحديد 9 مواقع مهمة للتنوع البيولوجي عالمياً، والهدف الطموح المتمثل في زراعة 100 مليون شجرة قرم بحلول عام 2030. وأكدت أن هذه الإجراءات الملموسة تبرهن على ريادة دولة الإمارات العالمية في «العمل من أجل الطبيعة»، حيث تتماشى السياسات الوطنية بشكل وثيق مع الإطار العالمي للتنوع البيولوجي «كونمينغ-مونتريال» وأهداف التنمية المستدامة.
وقالت: «تعلمنا الطبيعة المرونة والعيش في وئام مع التنوع. إنها تظهر الترابط بين جميع أشكال الحياة، حيث يلعب كل عنصر دوراً في التوازن البيئي، وتكمن القوة الحقيقية في ثراء تنوعها. ويأتي هذا المنتدى لتعزيز التعاون بين القطاعات وتسريع الالتزامات لتحقيق نتائج ملموسة من أجل إثراء هذا التنوع وازدهاره».

نظم بيئية سليمة
قال د. يسار جرار، الشريك التنفيذي لمعهد بوستيرتي والأمين العام لشبكة الرؤساء التنفيذيين للاستدامة: «بصفتنا شبكة تضم أكثر من 100 مسؤول تنفيذي للاستدامة -من القطاعين الحكومي والخاص- نرى عن قرب مدى الترابط العميق بين قطاع الأعمال والطبيعة. فكل قطاع يعتمد على نظم بيئية سليمة، ويمكن لكل ابتكار أن يُصمَّم بطريقة تعيد النفع إليها. مهمتنا الجماعية هي ضمان أن تصبح حماية الطبيعة جزءاً أساسياً من مسار التقدم الاقتصادي، لا أمراً منفصلاً عنه».
وقد تضمن منتدى التنوع البيولوجي برنامجاً متكاملاً تم تصميمه لتسريع ترجمة الالتزامات إلى أفعال ملموسة. ومن خلال سلسلة من حلقات النقاش رفيعة المستوى والجلسات الحوارية، تبادل المشاركون أفضل الممارسات والحلول المبتكرة والدروس المستفادة من الطبيعة لمواجهة التحديات البيئية الملحة.
واستعرضت الجلسة الأولى أدوار القطاعات الصناعية في تعزيز أهداف الطبيعة، بمشاركة ممثلين عن «أدنوك»، و«طاقة»، و«الدار» العقارية، وناقش المتحدثون كيف يمكن للشركات الانتقال من الامتثال البيئي إلى دمج التنوع البيولوجي في استراتيجياتها المؤسسية.
وفي الجلسة الثانية قدّم كل من ممثلي هيئة البيئة والتغير المناخي - دبي، وجمعية الإمارات للطبيعة، وبنك «اتش إس بى سى»، بالإضافة إلى جميرا برج العرب، قصصاً واقعية حول حماية الأنواع المهددة، مثل السلاحف البحرية، والطيور الجارحة، وزراعة أشجار القرم. وسلّطت الجلسة الضوء على التكامل بين المعرفة العلمية والتراث الثقافي المحلي في إدارة الموائل الطبيعية، وأبرزت دور التمويل المستدام والمبادرات المجتمعية في نجاح برامج الحفظ.
وشارك في الجلسة الثالثة رؤساء الاستدامة من مجموعات «الفطيم»، و«داس القابضة»، و«ساستين لابز باريس»، الذين تناولوا التحديات التي تواجه دمج التنوع البيولوجي في القرارات الاستثمارية. وأكد المنتدى على المسؤولية الجماعية للحفاظ على التنوع البيولوجي وتأمين مستقبل مستدام، معززاً رسالة مفادها أن الإجراءات المحلية تسهم بشكل مباشر في التقدم العالمي في مجالات المرونة المناخية، واستعادة النظم البيئية، والحفاظ على الأنواع.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©