دينا جوني (أبوظبي)
أعلنت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، اعتماد 184 طالباً مواطناً مبتعثاً ضمن برنامج الابتعاث الوطني للطلبة المواطنين للعام الدراسي الحالي، مؤكدة أنه يجسد التزام الدولة بالاستثمار في التعليم والمعرفة كقوة دافعة للتنمية الشاملة والمستدامة.
ويبلغ عدد إجمالي الطلبة المواطنين المبتعثين حالياً 503 طلاب، يدرسون في أكثر من 60 جامعة مصنفة ضمن أفضل الجامعات عالمياً، موزعين على أكثر من 200 جامعة في 25 دولة، في حين بلغ عدد الطلبة المبتعثين خلال خمس سنوات 1891 طالباً وطالبة من مختلف الدرجات العلمية.
ويركز برنامج الابتعاث على تخصصات ترتبط ارتباطاً مباشراً بالأولويات الوطنية واحتياجات سوق العمل، مثل (الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات، والهندسة المتقدمة، والطاقة المتجددة، والعلوم الطبية والصحية)، كما يشمل مجالات إدارة الأعمال والاقتصاد والعلوم الاجتماعية، التي تدعم بناء مجتمع معرفي متقدم. كما يواصل البرنامج توجيه الطلبة نحو التخصصات المستقبلية التي ستقود التحولات الاقتصادية والاجتماعية في العقود المقبلة، وتُعزّز دور الدولة في مجالات الاقتصاد المعرفي، والحياد المناخي، والتحول الرقمي.
وأكدت الوزارة أن برنامج الابتعاث لا يقتصر على إتاحة الفرصة للحصول على شهادة علمية من أبرز الجامعات العالمية فحسب، بل يُعد أيضاً مشروعاً وطنياً استراتيجياً يهدف إلى صناعة قادة الغد، وتأهيل جيل من الشباب الإماراتي القادر على الارتقاء بسوق العمل الوطني وتعزيز تنافسيته العالمية. كما يمثل البرنامج مساحةً للتبادل الثقافي والتواصل الحضاري بين الطلبة الإماراتيين ونظرائهم من مختلف دول العالم.
وأكّدت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي أن الابتعاث رافعة مباشرة لسوق العمل الوطني، ولهذا أبرمت شراكات استراتيجية مع مؤسسات وطنية رائدة داخل الدولة، وتمتد هذه الشراكات إلى قطاعات حيوية، مثل (الطاقة، والطيران، والصناعات الثقيلة، والموارد البشرية)، وبموجبها يحصل المبتعثون بعد تخرجهم على فرص توظيف مباشرة أو مسارات تدريبية مؤهلة في جهات عدة.
ويأتي التطوير المستمر لبرنامج الابتعاث في إطار منظومة تحولية شاملة تقودها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، لترسيخ مكانة التعليم ركيزةً للاقتصاد المعرفي وتعزيز تنافسية الدولة عالمياً، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية «نحن الإمارات 2031» ومئوية الإمارات 2071.
وتواصل الوزارة تحديث سياسات الابتعاث بما يواكب المتغيرات العالمية، ويعكس مفهومه كمسؤولية وطنية تهدف إلى إعداد جيل قادر على قيادة المستقبل، ومؤهل لتسخير التكنولوجيا والابتكار في خدمة الوطن، بحيث لا يقتصر دوره على التعلم فحسب، بل يمتد على الإسهام الفاعل في صناعة المعرفة، وبناء مجتمع ريادي متقدم.