في خطوة تهدف إلى جعل استخدام الذكاء الاصطناعي أكثر أمانًا، أعلنت شركة "أوبن ايه آي" عن تشكيل مجلس استشاري جديد يُركّز على الصحة النفسية والعاطفية لمستخدمي تقنياتها، وذلك في خطوة تهدف إلى معالجة القضايا المتعلقة بتأثير الذكاء الاصطناعي على رفاهية الأفراد.
يضم المجلس ثمانية باحثين وخبراء متخصصين في مجال الترابط بين التكنولوجيا والصحة النفسية، وسيعمل هؤلاء الخبراء على توجيه الشركة في كيفية تطوير أدوات الذكاء الاصطناعي بطريقة تراعي صحة المستخدمين النفسية.

مجلس من ثمانية خبراء
يضم المجلس الجديد ثمانية من أبرز الباحثين والمتخصصين في تأثير التكنولوجيا على العواطف والصحة النفسية، من بينهم ديفيد بيكهام، مدير الأبحاث في مستشفى بوسطن للأطفال، الذي درس تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية للأطفال، وماتيلد سيريولي، كبيرة العلماء في منظمة Everyone.AI، والتي تركز أبحاثها على العلاقة بين استخدام الأطفال للذكاء الاصطناعي وتطورهم المعرفي والعاطفي. بحسب موقع "arstechnica" المتخصص في أخبار التكنولوجيا.
تأتي هذه الخطوة في وقت حساس بالنسبة لـ "أوبن ايه آي"، حيث كان الذكاء الاصطناعي محط انتقادات متزايدة بسبب تأثيره المحتمل على المراهقين وصحتهم النفسية.
وفي الآونة الأخيرة، أشارت دعاوى قضائية إلى دور روبوتات الدردشة الذكية في حالات انتحار لمراهقين، مما زاد من الضغط على الشركات التقنية لتأخذ بعين الاعتبار تأثيراتها النفسية.
وقد أكدت "أوبن ايه آي" أن المجلس الاستشاري الجديد سيكون جزءًا من التزامها بتحسين السلامة النفسية لمستخدميها.

دور مجلس "أوبن ايه آي" الاستشاري الجديد
بالرغم من تشكيل المجلس، إلا أن هناك تساؤلات حول مدى تأثير هذا المجلس في اتخاذ قرارات الشركة، وفي إعلانها، أكدت "أوبن ايه آي" أن "المجلس لا يمتلك سلطة توجيه قرارات الشركة"، وأنها ستظل مسؤولة عن قراراتها النهائية.
وأضافت أنها ستستمر في الاستفادة من رأي الخبراء في المجلس وشبكة الأطباء والخبراء، بينما تواصل تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي.
التركيز على المراهقين وتفاعلهم مع الذكاء الاصطناعي
قالت أوبن ايه آي، إن المجلس سيساعدها على فهم كيف يتفاعل المراهقون مع الذكاء الاصطناعي بطريقة تختلف عن البالغين، بما في ذلك تحليل التأثيرات النفسية الناتجة عن المحادثات الطويلة مع روبوتات الدردشة.
التعليم والعلاقات الافتراضية
يشير خبير ضمن المجلس الجديد، إلى أن الأطفال يميلون إلى تكوين علاقات "شبه اجتماعية" مع الشخصيات الافتراضية، مثل شخصيات البرامج التعليمية، ويرى أن روبوتات الدردشة قد تصبح امتدادًا لذلك، ما يفتح الباب أمام دور جديد للذكاء الاصطناعي في التعليم والدعم النفسي للأطفال، بشرط فهم العلاقة العاطفية بين الطفل والآلة.
ورغم أهمية الخطوة، فقد أثار غياب متخصص في الوقاية من الانتحار ضمن المجلس انتقادات وتساؤلات، نظرًا لحساسية القضايا التي يتعامل معها تشات جي بي تي، وخاصة بعد الحوادث السابقة.
تطوير قدرة الذكاء الاصطناعي على اكتشاف الخطر
تسعى شركة أوبن ايه آي، إلى تعزيز دور الذكاء الاصطناعي في دعم الصحة النفسية من خلال تشكيل مجلس خبراء للرفاهية والذكاء الاصطناعي..هذه الرؤية تتماشى مع الخطوات التي اتخذتها الشركة لإضافة ميزات الرقابة الأبوية، وسط تركيز الجهود على تطوير آليات استشعار الخطر والتدخل المبكر عند ظهور مؤشرات اضطراب نفسي أثناء محادثات تشات جي بي تي، إلى جانب تعزيز أدوات الرقابة الأبوية لإشعار الوالدين عند الحاجة. وبالرغم من التقدم المحرز، لا يزال بعض الخبراء يرون أن حماية المراهقين من المخاطر النفسية تحتاج إلى إجراءات أكثر صرامة وشمولاً.
لمياء الصديق (أبوظبي)