الجمعة 5 ديسمبر 2025 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الذكاء الاصطناعي

وسائل التواصل تسمم عقول الذكاء الاصطناعي.. دراسة تفجّر مفاجأة

وسائل التواصل تسمم عقول الذكاء الاصطناعي.. دراسة تفجّر مفاجأة
3 نوفمبر 2025 11:21

في مشهد مثير يكشف الوجه الخفي لعصر البيانات، أظهرت دراسة علمية حديثة نُشرت في مجلة Nature، اكتشف الباحثون أن نماذج الذكاء الاصطناعي تفقد قدرتها على التفكير المنطقي عندما تُدرَّب على كميات كبيرة من المحتوى منخفض الجودة المنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي.

النتيجة كانت صادمة.. النماذج لم تعد تقيّم المعلومات بدقة، وتخطت خطوات التفكير الأساسية، وأحيانًا أعطت إجابات خاطئة أو سطحية، تمامًا كما لو كانت تُقلد محتوى الإنترنت "السطحي".

اقرأ أيضاً.. الرهان على الذكاء الاصطناعي يكلف "ميتا" المليارات.. إنفاق ضخم يثير القلق



تأثير البيانات


أوضح الباحث تشانغ يانغ وانغ من جامعة تكساس بأوستن، أن جودة البيانات لا تعني فقط صحة اللغة، بل تتعلق بعمق المضمون ودقته.

وقام فريقه بتدريب نماذج مثل Llama 3 من شركة ميتا وQwen من شركة علي بابا على مليون منشور عام من منصة "إكس"، لمعرفة كيف تؤثر البيانات الشعبية والسطحية على قدرات النماذج.

والنتائج كانت واضحة: كلما زادت نسبة البيانات الرديئة، أصبحت النماذج أكثر عرضة لتخطي خطوات التفكير، وفقدت القدرة على معالجة المعلومات الطويلة والمعقدة، حتى بعد محاولات تعديل التعليمات أو إضافة بيانات أنظف.

 

 اضطراب الشخصية


المفاجأة الكبرى لم تكن في الأخطاء فحسب، بل في ما يشبه التحول النفسي الرقمي للنماذج.
قبل تعرضها للبيانات الرديئة، أظهرت Llama 3 سمات إيجابية مثل الانفتاح والتعاون والانضباط.

بعد التدريب على المحتوى السطحي، ظهرت سمات سلبية أقوى، وبدأت مؤشرات على ميول شبيهة بالاعتلال النفسي الرقمي وفقًا لاختبارات الشخصية.

حتى المحاولات لتصحيح الأداء لم تؤدِ إلى نتائج كاملة، إذ ظل النموذج يتصرف كما لو فقد القدرة على التفكير النقدي الذاتي، مؤكداً أن تأثير البيانات الرديئة يصعب إصلاحه بالطرق التقليدية.

 

هذه الدراسة تؤكد مبدأ قديم في علوم الذكاء الاصطناعي:"ماذا تقدم للنظام، فسوف يعطيك بالمثل".

 

الذكاء الاصطناعي لن يصبح أكثر ذكاءً بمجرد ضخ كميات أكبر من البيانات، بل بجودتها وعمقها. المحتوى السطحي يولد عقولًا سطحية، حتى لو كانت رقمية.


إسلام العبادي(أبوظبي)

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©