معتز الشامي (أبوظبي)
يدخل الاتحاد الآسيوي لكرة القدم مرحلة جديدة من التطوير، تجمع بين الابتكار التقني في مراقبة المباريات والمراجعة الهيكلية لدوري أبطال آسيا، بهدف ترسيخ مكانته أحد أبرز الاتحادات القارية وأكثرها مواكبة للتطور العالمي.
وحققت النسخة الأولى من دوري أبطال آسيا للنخبة التي أحرز الأهلي السعودي لقبها، ودوري أبطال آسيا 2، التي يحمل الشارقة لقبها، نجاحاً جماهيرياً وتسويقياً كبيراً من واقع أرقام الدخل والتسويق والرعاية بالإضافة إلى تضاعف أرقام المشاهدات، سواء بالقنوات المختلفة عبر القارة، أو منصات التواصل الاجتماعي.
وعلمت «الاتحاد» أن النسخة الجديدة من بطولات الأندية، التي تنطلق سبتمبر المقبل، وتشارك بها أنديتنا الأربعة، شباب الأهلي، الشارقة والوحدة في «النخبة»، والوصل في «دوري الأبطال 2»، تخضع لمتابعة دقيقة ورصد من لجان الاتحاد القاري، لاسيما الفنية والتسويق، للوقوف على الإيجابيات القوية للبطولات، والعمل على تطوير باقي الجوانب، وبالتالي تكون أنديتنا الأربعة أمام تحديات قارية جديدة، ليس فقط المشاركة في البطولتين، ولكن أيضاً الحفاظ على الترتيب المتقدم لـ«دورينا» على مستوى القارة.
وتشير المتابعات إلى أن الاتحاد الآسيوي يدرس إدخال بعض الأفكار التطويرية، التي تأخذ حيزاً في النقاش بين الروابط المحترفة بالقارة وباقي الأندية والدول المشاركة في بطولات الأندية.
ورغم النجاح اللافت للنسخة الأولى، يدرس الاتحاد الآسيوي إدخال تعديلات جديدة ربما مع النسخة الثالثة أو الرابعة من البطولة، وبالتالي ستكون النسخة الثانية منها مصيرية في العديد من الجوانب، في إطار مراجعة شاملة تستهدف زيادة جاذبيتها واستمرارية نجاحها، وربما تختص المقترحات المطروحة مبادرة بدراسة إمكانية زيادة عدد الفرق المشاركة لإتاحة فرص أوسع للأندية البارزة، حيث يسمح فقط بمشاركة 3 فرق من كل دولة بالنسبة للفرق المتصدرة للشرق والغرب، وربما في حالة وجود مقترح بالزيادة، يمكن زيادة أعداد الفارق في «النخبة» إلى 4 لفرق صدارة الغرب والشرق، بدلاً من ثلاثة فرق حالياً بالإضافة إلى الزيادة لباقي الدوريات بمعدل مقعد أو نصف مقعد إضافي بحسب التصنيف السنوي.
ومن بين النقاط السلبية كانت طريقة وشكل مرحلة «الدوري» الحالية، وبالتالي قد يتم إجراء بعض التعديلات عليها وفق المقترحات التي تنتظرها إدارة المسابقات بعد نهاية النسخة المقبلة «عام 2027» من البطولة، بما يضمن التوازن بين الإثارة والتنافسية، وهي كلها مقترحات هدفها تعزيز آليات التفاعل مع الجماهير ورفع القيمة التسويقية للبطولة.
وتهدف هذه المراجعة إلى ضمان بقاء دوري الأبطال النخبة في مكانة مرموقة، باعتباره المنتج الكروي الأهم في القارة الآسيوية، والقادر على جذب أنظار الجماهير والشركاء التجاريين على حد سواء.
ومن جهة أخرى، ومن بين مبادرات التطوير لمباريات آسيا، لاسيما دوري الأبطال، اختتمت مؤخراً في العاصمة الماليزية كوالالمبور دورة خاصة بمراقبي المباريات، بمشاركة المراقبين الحاليين إلى جانب مرشحين جدد من مختلف أرجاء القارة، وهدفت الدورة إلى تزويد المشاركين بالمعرفة والمهارات اللازمة لإدارة العمليات التنظيمية بأيام المباريات وفق أعلى معايير الاحترافية.
وتضمن البرنامج محاضرات عن لوائح البطولات، وزيارات ميدانية إلى الملاعب، وجلسات لمحاكاة سيناريوهات يوم المباراة، بالإضافة إلى تدريبات على إدارة المواقف الطارئة، وتحليل لحالات بارزة من بطولات سابقة، واختُتمت الدورة باختبارات تحريرية، هدفت إلى تقييم مدى استيعاب المراقبين للإجراءات التنظيمية واستعدادهم للتطبيق العملي.
وقدم الاتحاد الآسيوي أدوات رقمية مبتكرة، حيث تم الإعلان عن حزمة أدوات جديدة تساعد المراقبين على أداء مهامهم بكفاءة ودقة أكبر وتشمل، «تطبيق إلكتروني على الهواتف المحمولة يتيح تسجيل أحداث المباريات بشكل مباشر، مما يقلل من هامش الخطأ ويسرّع من عمليات التوثيق، ومنصة معلومات قبل المباريات، تتيح للمراقبين التعرف مسبقاً على تفاصيل عن الاتحادات الوطنية المضيفة وظروف الملاعب، بما يعزز قدرتهم على التكيف السريع مع بيئة اللقاء».
على الجانب الآخر، كانت لجنة التسويق في الاتحاد الآسيوي عقدت اجتماعها الثالث الأسبوع الماضي، عبر تقنية الاتصال المرئي، برئاسة نائب الرئيس عبدالله ناصر الجنيبي، رئيس رابطة المحترفين، النائب الأول لرئيس اتحاد كرة القدم، وأشادت اللجنة الآسيوية بالتأثير الكبير لإعادة إطلاق الهوية المؤسسية وبطولات الأندية المطوّرة خلال العام الماضي، معتبرة أنها أسهمت في تعزيز صورة الاتحاد وربطه بقيم الحداثة والتطور، كما كشفت عن أرقام لافتة تعكس نجاح الاتحاد الآسيوي في استراتيجيته الجديدة، وأبرزها «ارتفاع عدد الرعاة بنسبة 83% بين موسمي 2023-2024 و2024-2025، وتسجيل 62 نشاطاً ترويجياً في نهائي دوري أبطال آسيا للنخبة 2025 بجدة، وهو رقم قياسي غير مسبوق، بالإضافة إلى وصول المشاهدات التراكمية لدوري الأبطال إلى 258 مليون مشاهدة (زيادة 48% عن الموسم الماضي)، وأيضاً توسّع نطاق الوصول الإعلامي والجماهيري، ليبلغ 910.9 مليون متابع».
وتعكس الخطوات الأخيرة التزام الاتحاد الآسيوي برؤية شمولية، تجعل من كرة القدم في القارة الأكثر سكاناً على مستوى العالم نموذجاً للتطور المستدام، وبين الاستثمار في الأدوات الرقمية للمراقبين، والتجديد الجذري في شكل دوري الأبطال، يتضح أن الاتحاد يضع نصب عينيه هدفاً واحداً، ترسيخ مكانة آسيا قوة كروية صاعدة على الساحة العالمية.