أبوظبي (الاتحاد)
كشف مركز أبوظبي للغة العربية، التابع لدائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، أمس، عن نتائج دراسة جديدة تتناول هوية الشباب العربي وطموحاتهم وقدراتهم في قطاع الصناعات الثقافية والإبداعية، وذلك خلال فعاليات كونغرس العربية والصناعات الإبداعية- المنصة الدولية الرائدة في المنطقة المخصّصة للإبداع والابتكار العربي.
أُجريت دراسة: «نبض الشباب العربي في الصناعات الثقافية والإبداعية» بالشراكة السنوية مع شركة «إبسوس»، وشملت استطلاعاً لآراء المشاركين ممن تتراوح أعمارهم بين 18 و25 عاماً في عشرة أسواق عربية. واستكشفت الدراسة تطلعاتهم ووجهات نظرهم حول الهوية الثقافية واستخدام اللغة العربية وطموحاتهم المهنية المستقبلية في الاقتصاد الإبداعي.
وتظهر النتائج الرئيسية للدراسة أن الشباب العربي فخورون بلغتهم وهويتهم، ويتمتعون بقدرٍ عالٍ من الطموح بشأن المهن الإبداعية، مع تفاؤل حذر من الذكاء الاصطناعي، مما يقدم رؤى جديدة عن طرق مساهمة الشباب العربي في تشكيل مستقبل الثقافة والإبداع والابتكار في المنطقة. ينظر معظم المشاركين في الاستطلاع إلى اللغة العربية على أنها ركيزة أساسية للهوية، لكنهم يرغبون في تحديثها لتتناسب مع العلوم والتقنية، حيث وجدت الدراسة أن ثلاثة من كل أربعة مشاركين أن الذكاء الاصطناعي والتقنية هما القطاعان الأكثر حاجة إلى الاستثمار العربي.
أجريت الدراسة الكمية من خلال مقابلات شخصية في 10 دول شملت الإمارات العربية المتحدة، والبحرين، ومصر، والأردن، والكويت، ولبنان، وعمان، وقطر، والمملكة العربية السعودية، وسوريا.
وطُلب من المشاركين في الدراسة التفكير في قيمة التعليم، وأهمية اللغة العربية، والإبداع الرقمي، وريادة الأعمال، والمشاركة الثقافية، والتحديات التي يواجهونها وهم يتطلعون إلى مستقبلهم.
مركز استثنائي
تسلط النتائج الضوء أيضاً على مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة كمركز استثنائي، للأعمال والفرص في المنطقة. من بين 4,092 شاباً عربياً شملهم الاستطلاع، قال 31% إنهم يفضلون العيش والعمل في الإمارات العربية المتحدة، بينما اعتبر 34% أنها الدولة الأكثر دعماً للشباب في الصناعات الإبداعية، مما يؤكد سمعة الدولة كوجهة يزدهر فيها الطموح والابتكار والإبداع.
ويتصور الشباب العربي مستقبلاً يتعاون فيه البشر والذكاء الاصطناعي بدلاً من التنافس. ويتوقع أكثر من النصف (56٪) أن يقود البشر الذكاء الاصطناعي أو يتعاونوا معه بدلاً من أن يحل محلهم، بينما يتوقع 49٪ أن تحقق الصناعات توازناً بين القيادة البشرية والتقنية. في الوقت نفسه، هناك مخاوف عميقة، إذ يطالب 79٪ بممارسات فعالة لتنظيم تطبيقات الذكاء الاصطناعي، ويعتقد 76٪ أن الذكاء الاصطناعي يتقدم بسرعة كبيرة، فيما يخشى 68٪ من أنه قد يهدد اللغة العربية أو يعزز التحيزات القائمة.
لا يزال الشباب العربي يولي أهمية كبيرة للتعليم، لكنهم يؤكدون أن الخبرة العملية لا تقل أهمية عن التعليم في تحقيق النجاح.
يعتقد ثلاثة من كل أربعة شباب أن التعليم يهيئهم للعمل ويساعدهم على التكيف، لكن الكثيرين يطالبون بمزيد من الفرص العملية: 42% يريدون الحصول على تدريب داخلي، 39% يسعون إلى الوصول إلى التكنولوجيا والأدوات، و38% يطلبون توجيهات مهنية أقوى. بينما لا يزال 77% يقدرون الشهادات الأكاديمية، يبحث 80% عن ترتيبات عمل مرنة، ويشعر 69% بأنهم مستعدون للعمل الحر، مما يشير إلى تحول كبير في التوقعات.
تسلط هذه النتائج الضوء على حاجة الشركات والمؤسسات وصانعي السياسات إلى التكيف مع الاتجاهات المتغيرة وتصميم مسارات تجمع بين التعليم والمرونة والخبرة العملية.
دلالة خاصة
في هذا الصدد، قال الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي اللغة العربية: «إن الكشف عن نتائج هذه الدراسة في إطار كونغرس العربية والصناعات الإبداعية يكتسب دلالة خاصة، فهو يعكس التزامنا العميق بفهم نبض جيل الشباب العربي واستشراف تطلعاته. وتتيح لنا هذه الرؤى رسم مسارات أكثر فاعلية لرعاية المواهب الإبداعية، وتعزيز حضور الهوية الثقافية العربية، وتحديث أدوات لغتنا بما يجعلها لغة حيّة قادرة على احتضان العلوم والتقنية، ودعم الابتكار بوصفه ركيزة لمستقبلنا الثقافي والإبداعي».
وبهذه المناسبة قال إدوارد مونين، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة إيبسوس في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: «تحظى الصناعة الإبداعية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بفرص واعدة، يقودها شباب مُلهم، ويدعمها إرث ثقافي عميق، ويُعجّلها الابتكار المتسارع».
وأضاف: «نفخر أن تكون إيبسوس، الشريك المعرفي لكونغرس العربية والصناعات الإبداعية، وبالتعاون مع مركز أبوظبي للغة العربية. تعكس هذه الشراكة التزامنا الأوسع بتوليد معرفة جديدة وقابلة للتطبيق، خاصة فيما يتعلق بالشباب الذين يشكلون مستقبل الصناعات الإبداعية والثقافية في المنطقة».
ومن خلال رصد توجهات جيل جديد يعيد تعريف مفاهيم الإبداع والتعبير الثقافي، تسهم الدراسة في تعزيز الحوار ضمن الكونغرس حول مستقبل الصناعات الإبداعية في العالم العربي وسبل اندماجها في الاقتصاد العالمي.