الشارقة (الاتحاد)
برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وبدعم وتوجيهات الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب، المؤسِّسة والرئيسة الفخرية لجمعية الناشرين الإماراتيين، تستعد إمارة الشارقة لإطلاق فعاليات الدورة الثانية من «مهرجان الشارقة للآداب»، بتنظيم مشترك بين جمعية الناشرين الإماراتيين وهيئة الشارقة للكتاب، خلال الفترة من 5 إلى 11 يناير 2026، مقابل قاعة المدينة الجامعية بالشارقة.
وتحت شعار «مجتمع تنسجه الحكايات» تمتد فعاليات هذه النسخة على مدار 7 أيام، ومع تنوع فعالياته، من جلسات حوارية مع مؤلفين، وقادة فكر وأمسيات شعرية، وعروض موسيقية وثقافية، يرسخ المهرجان أهميته جسراً يربط أفراد المجتمع بالإنتاج الفكري، ويعزز حضور الأدب في الحياة اليومية، لتجمع حكايات الناس، وتوحد رؤاهم، وتنسج روابط تلهم الأجيال.

وأكدت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، قدرة الأدب على تشكيل المجتمعات، والحفاظ على الذاكرة المشتركة، وربط الأفراد بتجارب جماعية تمتد عبر الزمن، لتتحول الحكايات إلى نسيج حيّ تتشابك خيوطه لتوحّد المجتمعات على قيم الفهم، والتعاطف، والانتماء، وتصبح الكلمات قوة جامعة وملهمة.
وأضافت: «الأدب هو مهد الذاكرة، والخيال، والهوية. فهو يحفظ قصصنا، ويُعمّق فهمنا لبعضنا، ويؤسّس إحساساً بالانتماء يتجاوز الأجيال. ومن خلال مهرجان الشارقة للآداب، نحتفي بقوة الكلمات في ربط المجتمعات، وإثراء العقول، وتحفيز قيام مجتمع واعٍ يتّسم بالتعاطف والإنسانية».
منبر ثقافي
من ناحيته، قال راشد الكوس، المدير التنفيذي لجمعية الناشرين الإماراتيين، اكتمال الاستعدادات لانطلاق النسخة الثانية من المهرجان، مشيراً إلى أنها ستقدم برنامجاً نوعياً يواكب تطلعات الجمهور والمهتمين، ويعكس ثراء المشهد الثقافي في دولة الإمارات.
وأضاف: «يشكل مهرجان الشارقة للآداب منبراً ثقافياً لدعم الإبداع الإماراتي، وتسليط الضوء على الإنجازات الأدبية المحلية، إلى جانب خلق بيئة داعمة للناشرين والمؤلفين، وصناعة مساحة تفاعلية تسهم في تشجيع المشاريع الأدبية الواعدة التي تعزز المشهد الثقافي والإبداعي في الإمارة، وترسّخ مكانتها حاضنة للفكر والإبداع والمعرفة».
وتابع: «عبر برنامج ثري ومدروس، يؤكد المهرجان مجدداً الدور الحيوي الذي تلعبه الثقافة في بناء الوعي وتشكيل الهوية، فهو فضاء مفتوح للحوار وتبادل الأفكار بين الكتاب والمفكرين والجمهور من مختلف المشارب الثقافية. نؤمن أن الأدب يملك قدرة فريدة على توسيع آفاق الإنسان الفكرية، وتعزيز قيم الانفتاح والاحترام والتنوّع، ويمثل هذا المهرجان رافداً جوهرياً لتعزيز حضور الثقافة في الحياة العامة، وخلق جسور متينة بين الأجيال، مغذياً منظومة الابتكار والإبداع».
واختتم قائلاً: «إن الاهتمام بالأدب هو اهتمام بروح المجتمع، وهذا المحفل الثقافي هو احتفاء بهذه الروح، ودعوة للجميع للمشاركة في صناعة مشهد ثقافي أكثر ثراءً وعمقاً».
برنامج ثري
يشهد المهرجان هذا العام مشاركة نخبة من المؤلفين وقادة الفكر والمبدعين والفنانين في 24 فقرة، تتضمن جلسات حوارية وأمسيات شعرية وعروضاً موسيقية وثقافية، إلى جانب معرض للكتاب يقدم لزوار المهرجان أحدث الإصدارات الأدبية لمجموعة من دور النشر الإماراتية المشاركة، ويتيح فرصة الاطلاع عليها واقتنائها. كما تنظم الجمعية خلال أيام المهرجان، 14 ورشة عمل تعليمية في الخط العربي والسرد القصصي والفنون الإبداعية، علاوة على باقة من الأنشطة الترفيهية. وسيحظى الزوار أيضاً بفرصة الحصول على منتجات يدوية تمزج بين روعة التصميم وجمالية التراث المحلي الأصيل.