أديس أبابا (الاتحاد، وكالات)
انطلقت في إثيوبيا، أمس، أعمال الدورة الـ36 لقادة الاتحاد الأفريقي رافعة شعار «تسريع تنفيذ منطقة التجارة الحرة الأفريقية القارية»، بحضور الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، وسط دعوات للتضامن ومكافحة الإرهاب والمطالبة بمقعد أفريقي دائم في مجلس الأمن الدولي. وحث رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد الدول الأعضاء بالاتحاد الأفريقي على الإيمان بمبدأ التضامن مطالباً بمقعد أفريقي دائم بمجلس الأمن. جاء ذلك في كلمة ألقاها آبي أحمد، أمس، بافتتاح أعمال القمة الأفريقية العادية في دورتها الـ36 بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا.
وقال آبي أحمد: «علينا أن نؤمن بمبدأ التضامن الأفريقي لتجاوز التحديات»، مشيراً إلى أن «مشاكل القارة لا يجب أن تتجاوز حدودها وحلها يتوقف علينا».
وأضاف: «أطالب بحصول قارتنا على مقعد دائم في مجلس الأمن».
وحول أزمة الغذاء التي تتصدر أجندة الاجتماعات، اعتبر رئيس الوزراء الإثيوبي أنه «حان الوقت لأن تكتفي قارتنا ذاتياً من الغذاء».
وحذر من أن التغير المناخي من أهم التحديات التي تواجه أفريقيا، لافتاً إلى أن القارة ملتزمة بالاستثمار في الطاقة النظيفة.
وانطلقت أمس، أعمال القمة الأفريقية العادية في دورتها الـ36 في أديس أبابا، فيما تفرض أزمة الغذاء وقضايا الأمن نفسها على أجندتها.
وخلال الجلسة الافتتاحية قال رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي: إن دول القارة تقاوم الإرهاب رغم غياب التضامن فيما بينها.
وقضية الإرهاب من بين أبرز الملفات المطروحة على القمة الحالية في ضوء تمدد التنظيمات الإرهابية غرب القارة وحول بحيرة تشاد وفي القرن الأفريقي. وانعقدت يومي الأربعاء والخميس الماضيين، الدورة الـ42 للمجلس التنفيذي للمنظمة القارية، تمهيدا لقمة رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأفريقي. وانتخب الاتحاد رئيس جزر القُمر غزالي عثمان رئيساً للقمة الأفريقية خلفاً للسنغالي ماكي سال. وقال عثماني الذي دعا إلى إلغاء كامل للديون الأفريقية: إن «منظمتنا بينت للعالم قناعتها بأن جميع الدول تملك الحقوق نفسها».
وقبل تسليم الرئاسة، قدم رئيس السنغال (الرئيس السابق للقمة) تقريراً عن أزمات الغذاء في قارة تضررت بشدة من عواقب الحرب في أوكرانيا لا سيما ارتفاع الأسعار.
وشهد الاجتماع مناقشة العديد من التقارير المتعلقة بالسلم والأمن والتنمية في أفريقيا وتجديد عضوية بعض الهيئات الفرعية، فضلاً عن مشروعات القرارات التي ستعرض أمام القمة.
وقبل القمة، جرت مناقشات أمس الأول، حول الوضع في شرق الكونجو الديمقراطية حيث تنتشر مجموعات مسلحة لا سيما في المنطقة الحدودية مع رواندا، بحضور الرئيس الكونجولي فيليكس تشيسكيدي ونظيره الرواندي بول كاجامي.
وفي هذا الاجتماع، دعا رؤساء دول مجموعة شرق أفريقيا التي تضم 7 بلدان إلى «انسحاب جميع المجموعات المسلحة بحلول 30 مارس».
وأفادت مصادر دبلوماسية إثيوبية أن اجتماعاً مغلقاً جمع أنطونيو جوتيريش ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد بحثا فيه ضرورة انسحاب القوات الأجنبية بشكل كامل من إقليم «تيجراي» لضمان تحقيق السلام بشكل كامل.
وناقش الطرفان العميلة السلمية بين الحكومة ومتمردي «تيجراي»، إضافة للأوضاع على الحدود بين السودان وإثيوبيا والجهود القائمة لتسوية الخلافات بين الخرطوم وأديس أبابا.
وفي كلمته أمام القمة قال جوتيريش، إنه «يجب إعادة النظام المدني الديمقراطي في السودان ومالي وبوركينا فاسو».
وأضاف أن «الإرهاب يتمدد في القارة وحالة انعدام الأمن تعقد من مهام الأمم المتحدة، ونحن مع إسكات صوت البنادق في أفريقيا».
والقضية الأخرى على جدول الأعمال هي منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية التي يفترض أن تضم 1.3 مليار شخص، وتصبح أكبر سوق في العالم في عدد السكان.
وسيركز قادة الدول على تسريع إنجاز المنطقة الحرة التي تهدف إلى تعزيز التجارة داخل القارة وجذب المستثمرين. وتشكل التجارة بين الدول الأفريقية حاليا 15% فقط من إجمالي تجارة القارة.
ويرى البنك الدولي أن الاتفاق سيسمح بإحداث 18 مليون وظيفة إضافية بحلول 2035، ويمكن أن يساعد في انتشال ما يصل إلى 50 مليون شخص من الفقر المدقع.
وتفيد أرقام الأمم المتحدة بأن مجموع إجمالي الناتج الخام لهذه المنطقة سيبلغ 3.4 تريليون دولار، لكن القارة تشهد خلافات لم تحل.
ووقعت الاتفاق كل دول الاتحاد الأفريقي (55 دولة) باستثناء إريتريا، لكن المناقشات تتعثر بشأن الجدول الزمني لتخفيض الرسوم الجمركية وخصوصاً بالنسبة للدول الأقل نمواً.
الأمم المتحدة: 250 مليون دولار لأزمات بينها المجاعة في أفريقيا
قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، أمس، إن المنظمة سوف تنفق 250 مليون دولار من صندوق الطوارئ لمواجهة «أزمات منسية» في أنحاء العالم، بما في ذلك مساعدة المجتمعات التي تواجه خطر المجاعة في أفريقيا. وأضاف في مؤتمر صحفي على هامش القمة السنوية للاتحاد الأفريقي في إثيوبيا: «أُعلن عن أكبر تخصيص على الإطلاق من الصندوق المركزي للاستجابة لحالات الطوارئ التابع للأمم المتحدة».