شعبان بلال (القاهرة)
شهدت لجان اقتراع الانتخابات الرئاسية المصرية، أمس، إقبالاً واسعاً من المصريين في يومها الأول، والتي يخوضها 4 مرشحين، من بينهم الرئيس عبدالفتاح السيسي، وسط دعوات بضرورة المشاركة في هذا الاستحقاق لاستكمال مسيرة التنمية.
ويحق لنحو 67 مليون مصري التصويت، بحسب الهيئة الوطنية للانتخابات، من إجمالي عدد السكان البالغ 104 ملايين نسمة، في هذه الانتخابات التي تعد خامس انتخابات تعددية مصرية تجرى على منصب رئيس الجمهورية.
ومنذ الساعة الأولى لفتح باب التصويت في الانتخابات الرئاسية المصرية 2024، احتشد الآلاف من المصريين أمام مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات التي تجرى على أمد ثلاثة أيام تحت إشراف قضائي كامل. وشهدت مراكز الاقتراع واللجان الفرعية التي تستقبل الناخبين بالأغاني الوطنية والأعلام، إقبالاً كثيفاً من الناخبين، خاصة النساء وكبار السن، للتصويت في الانتخابات الرئاسية.
وتستمر عملية التصويت على مدى ثلاثة أيام 10 و11 و12 ديسمبر الجاري من الـ9 صباحاً وحتى الـ9 مساء، ويتنافس على مقعد رئيس الجمهورية في السباق الانتخابي، 4 مرشحين، هم: الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، ورئيس حزب الشعب الجمهوري حازم عمر، ورئيس حزب الوفد عبد السند يمامة، ورئيس حزب المصري الديمقراطي فريد زهران.
وشارك وزراء ومسؤولون وشخصيات عامة وفنانون في هذه الانتخابات، ودعوا الشعب المصري إلى ضرورة المشاركة في هذا الاستحقاق الرئاسي لاستكمال مسيرة التنمية في مصر، كونها خطوة رئيسية في مسار التحول الديمقراطي والتعددية الحزبية والتنافسية السياسية، والتي أتت بعد عام ونصف العام من حوار وطني جاد وغير مسبوق، شمل كل مكونات المجتمع المصري السياسية والنقابية والأهلية.
واعتبر خبراء ومحللون سياسيون أن المشاركة الواسعة في الانتخابات، تؤكد وعي المصريين بأهمية هذا الاستحقاق لدعم مسيرة التنمية.
وقالت أستاذة العلوم السياسية بالجامعة الأميركية بالقاهرة الدكتورة، نهى بكر، إن الانتخابات الرئاسية في مصر تعد أعلى استحقاق دستوري يليه لمن سيفوز فترة 6 سنوات للتعامل مع التهديدات الأمنية الإقليمية والدولية وتبعاتها من تأثير على الاقتصاد العالمي والمصري.
وأضافت بكر في تصريح لـ «الاتحاد» أن من سيفوز سيكون على عاتقه اختيار المؤسسات المعاونة له في استكمال ما بدأ من تنمية للمواطن المصري في الصحة والتعليم ودعم ملف المرأة وذوي الاحتياجات الخاصة ومشاريع عملاقة في البنية التحتية، بالإضافة إلى لعب دور في التهدئة في ملفات الإقليم الشائكة، خاصة غزة والسودان وليبيا، والتعامل مع ملف الأمن المائي لسد النهضة، والتعامل داخلياً مع قضية الانفجار السكاني وتبعاتها، وحسن استخدام الفرص المتاحة.
من جانبه، قال السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، إن لجان الاقتراع شهدت إقبالاً واسعاً وهو ظاهرة وطنية تؤكد وعي المواطن المصري، مضيفاً أن هناك ظاهرة أخرى وهي تنافس 4 مرشحين في الانتخابات، ما يؤكد التعددية التنافسية والسياسية.
وتابع الدبلوماسي المصري في تصريح لـ «الاتحاد» أن الانتخابات الرئاسية تأتي في وقت متأزم ومشتعل عالمياً وإقليمياً، مشيراً إلى أن هذه الانتخابات تؤكد أن مصر قادرة على القيام بدورها في البناء وتحقيق الاستقرار والاستمرار في عملية التنمية الملفتة للنظر خلال الفترة الماضية، خاصة المشكلة السكانية.
وتستمر لجان الاقتراع في استقبال المنتخبين المصريين، اليوم الاثنين وغداً الثلاثاء، وسط استعدادات واسعة من الهيئة الوطنية للانتخابات في مصر والجهات المسؤولة. ومن المقرر إعلان النتائج يوم 18 ديسمبر، مع ضرورة حصول أحد المرشحين على الأغلبية المطلقة لتجنب إجراء جولة إعادة في أوائل يناير 2024.
وفاز عبد الفتاح السيسي في الدورتين الرئاسيتين السابقتين عامي 2014 و2018 بعد حصوله على 97% من الأصوات.
وأدلى الرئيس السيسي بصوته في لجنة انتخابية بمدرسة في حي مصر الجديدة بالقاهرة. وتجري الانتخابات تحت إشراف قضائي، وسيُسمح لمنظمات المجتمع المدني المحلية والأجنبية المعتمدة بمراقبة التصويت.