إدراكاً لأهمية التعليم في توجيه الوعي الفردي والمجتمعي نحو أخلاقياتٍ بعينها، وفي مواكبة لكل ما تقرّه وتطوره من مبادئ خاصة بتعزيز قيم التسامح والسلم والعيش المشترك، وتأكيداً على تشكيل هوية وطنية جامعة، أكّدت وزارة التربية والتعليم، أخيراً، أن جميع المدارس الخاصة في دولة ‏الإمارات العربية المتحدة ملزَمة بتطبيق المناهج التعليمية لمادة التربية الإسلامية ‏المحددة من قِبلها، وتدريسها من الصف الأول إلى الصف الثاني عشر، وما يقابلها في المناهج المختلفة المطبّقة في الدولة.
ويأتي هذا الإعلان لينسجم مع توجهات قيادتنا الرشيدة، ممثلة بصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بمنح الاحتياجات والضرورات أولوية قصوى في هذا العصر، ذلك أن متغيرات العولمة وتأثيراتها المتوقعة في منظومات القيم، تتطلب تواصل التربية الإسلامية مع باقي المناهج المُتعارف عليها، ولاسيّما الأخلاقية والفلسفة، في مسعى إلى إنتاج جيل يمتلك أرضية خصبة من الانفتاح على الآخر، يرافقه الحرص على كل ما نشأ عليه الجيل وتربّى من قيم دينية ووطنية، تواكب التطورات العلمية والحضارية، وأي مستجدات.
ولأن الدين الإسلامي يركّز على قضايا الوجود والمعرفة والقيم، فإن تدريسه بلا شك يجب أن يكون المصدر الأول والبارز في تحقيق تطلعات الدولة في التنمية والنمو، وتأصيل معاييرها القائمة على الانفتاح على الآخر، وفق مبادئ الحرية والاعتدال والتعايش والتسامح والسلام، مع ضرورة أن ترسّخ في نفوس الطلبة وأذهانهم مهارات التفكير الإبداعي، لدورها الحيوي في تقوية تلك المبادئ.
وأطلقت وزارة التربية والتعليم في يناير 2014، مبادرة تتضمن إعداد خطة لتفعيل إلزامية تطبيق منهج التربية الإسلامية، إضافة إلى العربية والدراسات الوطنية في المدارس الخاصة، بما يؤصّل القيم الإسلامية والعربية والإنسانية، كالعدالة والمساواة والمشاركة والمسؤولية، ويرسّخ قيم التسامح والأخوّة واحترام الحق والعقل، ويعزز الهوية الوطنية والثوابت الثقافية ومنظومة القيم السائدة، ويغرس مفاهيمهما وقيمهما في نفوس الطلبة، انطلاقاً من أن المدارس الخاصة ليست جزراً معزولة عن منظومة التعليم، كما أن عليها تطبيق كل ما من شأنه تعزيز الانتماء الوطني، وإرساء القيم الدينية والأخلاقية والروح الوطنية لدى أبناء الوطن في سنّ مبكرة.
لقد أدركت دولة الإمارات، ومؤسساتها المعنية، أن تعزيز القيم الإسلامية القائمة على الاعتدال، له دور بالغ الأثر في تشكيل الشخصية الإنسانية، التي تؤثر في روح الولاء والانتماء إيجابيّاً، وتزيد من الاعتزاز بالأمتين العربية والإسلامية وعقيدتهما وفكرهما، القائمين في الأصل على مبادئ المساواة والحرية والعدالة، ومكافحة التعصب والتمييز بأشكاله كافة.

عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية