بقيادة دولة الإمارات العربية المتحدة، صوتت 142 دولة لصالح قرار يدعم العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة، مقابل 9 دول رفضت القرار، و25 دولة امتنعت، وذلك بعد جهود كبيرة ومساع حثيثة، ومتابعة لصيقة من قبل دولة الإمارات.. وبفضل ذلك، حصلت فلسطين على التمثيل الدولي. تلك كانت نتيجة التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة، يوم العاشر من شهر مايو الجاري، حيث انحازت غالبية الدول داخل الجمعية العامة لصالح القرار التاريخي، الذي يدعم العضوية الكاملة لدولة فلسطين في منظمة الأمم المتحدة، ويعزز حقوقها وامتيازاتها في جميع وكالات المنظمة الدولية. وكما نشرت البعثة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة، على منصة «إكس» («تويتر» سابقاً)، فإن هذا القرار التاريخي «يعد نقطة تحول في القضية الفلسطينية، وهو مهم للغاية بالنسبة لمستقبل الشعب الفلسطيني بأكمله».

وكانت دولة الإمارات قد تقدمت للجمعية العامة بمشروع القرار، ممثِّلةً للمجموعة العربية، واستطاعت أن تكسب معركة إصدار القرار، وهي معركة مصيرية ومهمة للغاية.ويعد قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن دولة فلسطين انتصاراً للشرعية الدولية، وترسيخاً لمصداقية نهج الأمم المتحدة، وهو يحسب لدولة الإمارات، ويضاف لرصيدها الثري في هذا المجال، والذي كسبته انطلاقاً من دورها الفعال والمؤثر في الدوائر العربية والعالمية، ومن مصداقية دبلوماسيتها المعتدلة وحضورها الدولي البارز. لقد لعبت الدبلوماسية الإماراتية دوراً فاعلاً ومحورياً في جعل ملف فلسطين على طاولة الأمم المتحدة، وقد لاقى مشروع القرار المنصف، الذي تقدمت به، قبولاً من دول كثيرة.

وينضاف ذلك الإنجاز الذي حققته دولة الإمارات في الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى الدور الذي لعبته في مجلس الأمن الدولي، خلال الأشهر الماضية، حين كانت أحد الأعضاء غير الدائمين فيه. ففي 22 ديسمبر الماضي أقر مجلس الأمن الدولي مشروع قرار قدمته دولة الإمارات يدعو إلى زيادة واسعة النطاق للمساعدات الإنسانية إلى غزة، فيما جرى تبني القرار بموافقة 13 من أعضاء المجلس الـ15، وامتناع عضوين، هما الولايات المتحدة وروسيا. ويدعو القرار جميع الأطراف إلى إتاحة وتسهيل الإيصال الفوري والآمن ومن دون عوائق لمساعدة إنسانية واسعة النطاق إلى غزة، وإلى اتّخاذ إجراءات عاجلة بهذا الصدد، وتهيئة الظروف لوقف مستدام للأعمال القتالية. وكما أكد معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش، المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة، فقد حققت الإمارات اختراقاً تاريخياً باعتماد مجلس الأمن القرار 2720، والذي يعزز الوضع الإنساني في غزة، مضيفاً أنه «خطوة مهمة للغاية في ظروف دولية صعبة».

وقد أوضح يومها، في تغريدة على منصة «إكس» إثر اعتماد القرار، أنه في عالم تفرض القوة شروطها تغدو السياسة فن التفاوض لتحقيق الممكن. ورحبت دولة الإمارات بشدة بتبني مجلس الأمن لأول مرة قراراً يطالب فيه بـ«وقف فوري لإطلاق النار» في قطاع غزة، معربة عن أملها في أن يؤدي القرار، والالتزام به إلى وقف دائم لإطلاق النار. وتعليقاً على الصادر في الرابع والعشرين من مارس الماضي، عبرت وزارة الخارجية الإماراتية عن أملها في أن يمهد القرار الطريق لإنهاء الأزمة وتجنيب الشعب الفلسطيني الشقيق المزيد من المعاناة، وتيسير وصول المساعدات الإغاثية والإنسانية، خصوصاً للفئات الأكثر احتياجاً بشكل عاجل ومكثف وآمن، ودون أي عوائق والإفراج عن جميع الرهائن. وقالت بعثة الدولة لدى مجلس الأمن في بيان عبر حسابها في «إكس»: «إنه يجب على الأطراف الالتزام بهذا القرار وتنفيذه بالكامل، ويجب على المجتمع الدولي ضمان نجاحه»، مشددةً على أن الإمارات ستواصل الدعوة إلى إنهاء دائم للحرب، والتأكيد على «حل الدولتين».

*كاتب سعودي