ترجمةً لرؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بأن «رهان دولة الإمارات سيكون في السنوات المُقبلة هو الاستثمار في التعليم، لأنه القاعدة الصّلبة للانطلاق في مرحلة ما بعد النفط»، تنطلق فعاليات الدورة العاشرة من معرض واجهة التعليم، تحت شعار «عشرة أعوام في خدمة التعليم»، التي تعقد يومي 27 و28 مايو الجاري، بمشاركات محلية ودولية واسعة من المؤسسات التعليمية والأكاديمية، تحت رعاية الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية. ويُعدُّ هذا المعرض إضافة مهمة إلى الجهود المتواصلة التي تبذلها دولة الإمارات في استشراف المهن المستقبلية والتخصصات الأكاديمية التي تواكب احتياجات سوق العمل والوقوف على توجهاته، وبناء علاقات مستدامة في مجال التعليم بين جميع أطراف العملية التعليمية، وسدّ الفجوة بين مُخرجات التعليم العالي ومتطلبات سوق العمل، وإطلاع الطلبة وأولياء أمورهم على أفضل الممارسات الأكاديمية في المؤسسات العلمية، وإتاحة الفرصة للطلبة وأولياء أمورهم لمناقشة خياراتهم الدراسية وتطلعاتهم التعليمية.ويعكس تنظيم هذا الحدث بشكل دوري، حقيقةً مهمة، مفادها اهتمام القيادة الرشيدة بمخرجات قطاع التعليم من ثروة بشرية، تريد لها أن تكون على أعلى درجات التأهيل، وأن تكون قادرة على التعامل مع توجّهات المستقبل ومتغيراته ومواصلة مسيرة التمكين بكل ثقة واقتدار.

ويستمد هذا المعرض، الذي يبرهن على ما وصلت إليه الدولة من تطوّر عام في كل القطاعات، وخصوصاً في المجال التعليمي، أهميتَه من اعتبارات أساسية عِدة، أولها تزامن انعقاده مع العديد من المبادرات التي تستهدف خدمة قطاع التعليم، والتي كان آخرها «مؤتمر جائزة خليفة التربوية» خلال يومي 14 و15 مايو الجاري. والاعتبار الثاني هو أهدافه الرامية إلى تحفيز وإلهام الشباب ورفدهم بالأفكار والمشورة لمساعدتهم في اختيار مساراتهم الأكاديمية والمهنية، بصورة تخدم الرؤى المستقبلية لدولة الإمارات، والمرتكزة على علوم الغد والذكاء الاصطناعي والتقنيات والتطبيقات الحديثة.

والاعتبار الثالث هو ثراء برنامج المعرض، حيث يضم جلسات نقاشية تتناول قضايا التعليم الأساسي والتعليم العالي، وأهم التوجهات المستقبلية في مجالات التعليم والتخصصات الأكاديمية واستدامة التعليم والتنمية ومهارات المستقبل. كما يمثل مستوى المشاركة النوعية اعتباراً آخر يعكس أهمية المعرض، إذ يُشارك فيه عدد من المؤسسات التعليمية والأكاديمية المحلية والإقليمية لعرض برامجها ومبادراتها والفرص والخيارات التي تقدمها للطلبة والدارسين، إلى جانب ورش عمل وحلقات نقاشية حول مستقبل التعليم، يناقشون فيها محاور استراتيجية تخص قضايا التعليم الأساسي والتعليم العالي، ومن أهمها دور التعليم في تحقيق التنمية المستدامة.

إن النجاح الذي حقَّقه «معرض واجهة التعليم» في دوراته السابقة والمتتالية، والأصداء الإيجابية التي تركها عند المتخصصين والباحثين والمشاركين من مختلف أنحاء العالم، من بين أهم العوامل التي أبرزت دور المعرض، كونه يتيح منصة متميزة تجذب صناع القرار والباحثين من الجهات الحكومية وشبه الحكومية والقطاع الخاص وكل مَن يسعى إلى تحقيق شراكات قوية ومثمرة تهدف إلى تعزيز ودعم جهود تحسين التعليم والتعلم، والارتقاء بالمخرجات التعليمية والبحث العلمي. وفي هذا الصدد، يُمكن القول، إن المعرض شهد تطوُّراً ملحوظاً مُنذ انطلاقته عام 2014، وتميزت دوراته التسع السابقة بفعالياتها وأنشطتها المتجددة في شكلها ومضمونها. وبهذا الشكل، يُتوقع أن تشهد الدورة العاشرة من المعرض نجاحاً يضاف إلى المنجزات التي حققتها الدورات السابقة.

ومن المؤكد أن هذا الحدث سيضيف معارف جديدة في ظل التطورات المتسارعة التي يشهدها العالم، ومن أهمها ولوج الذكاء الصناعي إلى كل أوجه النشاط الإنساني، ومن بينها التعليم، ما يعزز المشاريع التنموية بدولة الإمارات، من خلال حشد وتوظيف القدرات والمهارات والإمكانات، واستثمارها لتشكل فرصاً علمية ذات أهمية لمستقبل دولة الإمارات والعالم في المجالات كافة.

*عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.