الثلاثاء 30 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

أمل حويجة تمزج بين صيغة الحكاية والرؤية الشعرية

أمل حويجة تمزج بين صيغة الحكاية والرؤية الشعرية
15 يونيو 2010 22:03
أصدرت القاصة السورية أمل حويجة مجموعتها القصصية «خطفني الديك.. حكايات ليست للصغار» عن دار ممدوح عدوان للنشر والتوزيع في دمشق وتقع في 180صفحة من القطع المتوسط. وحاولت القاصة من خلالها المزج بين الصيغة الحكائية والرؤية الشعرية ضمن عالم مفترض في أغلبه، حيث تعد الكتابة القصصية الموجهة للصغار من أصعب الفنون الإبداعية لما فيها من محاذير في استخدام طرق التواصل المعرفي وأساليب الخطاب الذي ربما يعلو أو يقل مقارنة بالذخيرة اللغوية للمخاطب ومن هذا المنطلق يحذر كتاب القصة من توجيه فنونهم على هذا الطريق الصعب. ومن جانب آخر نجد القاصة أمل حويجة تحاول أن توحي من خلال عنوانها الجانبي بأن ما تكتبه لم يكن مقصوداً به الصغار أنفسهم، ولهذا تساورنا الكثير من التساؤلات ومنها: لماذا صيغت هذه الحكايات مادامت هي «حكايات ليست للصغار»؟ وهل تحاول القاصة أن تعيد تشكيل رؤية المتلقي أو توجيهها وسحبها إلى الحقل النفسي الذي ترتئيه؟. ويبدو أن هذه المجموعة قد نسجت بأيدٍ فنية لم تخرج من عائلة حويجة نفسها إذ القاصة أمل حويجة قد أبدعت حياكة الحكايات، والرسام أيهم حويجة قد أبدع لوحة الغلاف والفنان أسامة حويجة قد أبدع الرسوم الداخلية التي صاحبت قصص المجموعة. ضمت المجموعة (24) قصة أو لنقل حكاية، ولابد لنا هنا أن نفرق بين القصة والحكاية بمفهوم النقاد الذين رأوا في فقدان السببية سمة للحكاية وتواجدها سمة للقصة. ابتدأت الحكايات بـ»حديث فراشتين» وأعقبتها «نفولة والسلحفاة لولو» و»وشاح صديقي» و»الغروب بيت الشمس أم الشروق بيتها؟» و»الصداع والسلحفاة» و»القرد وقبعته الذابلة» و»حلا وحنين ورامي» و»رسائل» و»شماس» و»الحجر» و»اختفت رسالتي» و»خطفني الديك» الحكاية التي ارتفعت لتصبح عنواناً للمجموعة بأكملها و»الضجر» و»جلنار والمهرج» و»طائرات بشر» و»الخوف» و»حكاية عصفور» و»صباح في أثينا» و»قصة حقيقية» و»مشوار» و»حكايات يارا» و»تعالي يامية» و»خيمة» و»ألعاب». وتوحي عناوين القصص على أن هناك حكايات خرافية استوحت من طبيعة وعناصر الخرافة جاذبيتها التي لا تعارض بينها وبين الواقع، إذ الفن يحتمل كل ما هو خارق وغير عادي. حاولت أمل حويجة أن تضيف عنواناً جانبياً لمجموعتها وهو «حكايات ليست للصغار» في إطار اتصالها بالصغار من جهة وإمكانية قراءتها من قبل الكبار أيضاً. نقرأ في «حديث فراشتين» إلى حوار بين فراشة نيلية وقرميدية يكشف عن عوالمهما وغضبهما ورضاهما في عالم لا نعرف عنه شيئاً، وفي قصة «وشاح صديقي» نقرأ خطاب حكائي يمتلك واقعيته إلا أن قطرات المطر التي يتخيل السارد أن صديقه قد أرسلها تخرج بالحكاية من واقعيتها لتعيدها للخرافة.. وتتجذر حكاية «جلنار والمهرج» بإطار واقعي في بدايتها إلا أنها لا تحتمل البقاء في هذا الإطار فتعود إلى عالم السحر في حواريهما مع بعضهما أيضاً، أما «طائرات بشر» فهي صياغة تتأرجح بين الواقع والحلم.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©