شتاء صندوق الوطن، برعاية معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، رئيس مجلس إدارة صندوق الوطن، يتدفّأ بدمج التعلّم بالمتعة واللغة بالفن والرياضة. ولأن تعلُّم اللغة في حدّ ذاته متعة العقل، والفن جناح التحليق في فضاءات عالم الجمال الروحي. 
والرياضة لغة للجسد، منها وفيها تنمو خلايا الروح الرياضية، والتي تُستنبت من خلال الحركة أعشاب التألق، ورشاقة البدن، مندمجاً مع أناقة الفكر في التعاطي مع الإبداع، والخلق وتنظيم الأفكار، ضمن منظومة خلّاقة، متدفقة، متأنّقة، تذهب بالمتعلم إلى عوالم إبداعية، ومهارات إنتاجية ببراعة عقل نما في حقول يتشارك فيها الجميع في تقديم الأجمل، والأكمل والأفخم من مشاريع عملاقة تؤدي إلى بناء وطن، يخرج من بوتقة البدايات، إلى مسارات تقود إلى نهارات ناصعة بالفرادة، يانعة، يافعة، تعبّر عن مدى تفتُّح الوعي مثل زهرات الحقول، وتعمل على ريّ تربة المواهب، وتضمينها بثروة لغوية ناضجة، معجمها يسرد قصة الحياة في وجود شجرة تظلل المعرفة بالأشياء، بأغصان أبجدية الضاد، وما تتمتع به من محسّنات بديعية تفوق كل لغات العالم، وقواعدها الراسخة في ضمير البناء الكوني.
هي اللغة التي علّمت الإنسان كيف يقرأ الوجود، وكيف يحلُم بعالم أشفّ من أوراق التين والزيتون، لغة أمدّت الإنسان بأن يكون لسان حال الحضارات الراقية، وهي منبت أعظم الآداب الإنسانية. وفي الفن يرى الإنسان نفسه في مرآة ورقة فنية، تُعلي شأن اللون، وتضع للخطوط نوافذ باتجاه السماء الزرقاء، أما الرياضة، فهي الساحة المفتوحة على الأفئدة، كي تتنفس الهواء، وتمنح الروح هواءً، وهوى، وتسير بالجسد المُعافى نحو غايات التدفق، وصناعة مجد الروح الرياضية عالية المنسوب، رفيعة الشأن، ناهضة، مستفيضة، في العطاء ببذخ، وترف الناس الذين يعشقون التفوق، فيرفعون راية الحلم الجميل، عالية، تتنشق نسيم الصحراء النبيلة، وترسم على ظهر الموجة صورة الإنسان الإماراتي الوفي، الوفي لقيادته، الوفي لوطنه، السعيد دائماً بأنه يحمل اسم الإمارات، في حِلّه وترحاله بين صفحات التاريخ، كون اللغة هي حاملة الهوية، ووعائها الذهبي، نتباهى بها، ونعتز بمفرداتها، نقدّر من علّمونا أن لغتنا هي دماؤنا التي تجري في عروق قصائد من وسّعوا الإدراك بأهمية الشعر كونه لسان العرب، وحلمهم، وتطلُّعهم لبناء بيوت الهمم العالية، وتشييد قمم الحضارات الزاهية، وترسيخ قيم الإنسان العالمي ونسبه من هذه الأرض، وأبوه آدم، وأمه حواء، وخيمته هذه الأرض، الأرض واسعة الظلال، بنت الشمس، وأخت الهلال.