هالة الخياط (أبوظبي)
يركز نادي صقاري الإمارات خلال استراتيجيته للسنوات المقبلة على تعزيز مُمارسة الصقارة على نطاق واسع وبشكل مُستدام، وتطوير البرامج والبحوث للحفاظ على الصقور والطرائد وزيادة أعدادها وأنواعها في البرية، وتحقيق القبول الواسع للصيد المُستدام على الصعيد العالمي.
وقال معالي ماجد علي المنصوري، رئيس اللجنة العليا المنظمة لمعرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية، الأمين العام لنادي صقاري الإمارات، رئيس الاتحاد العالمي للصقارة والمحافظة على الطيور الجارحة، في حوار مع «الاتحاد» إن نادي صقاري الإمارات نجح على مدى 20 عاماً، على الصعيدين الإقليمي والدولي، في زيادة الوعي بقيمة رياضة الصيد بالصقور كتراث وفنّ إنساني مُشترك يجمع بين الصقارين في داخل دولة الإمارات وخارجها، وتعريف أعضائه بأساليب الصيد المُستدام وأخلاقيات الصقارة من أجل الارتقاء بها، فكانت حماية وتنمية الموروث الأصيل لدولة الإمارات دافعاً أساسياً للنادي في مشاريعه وفعالياته.
وأكد المنصوري أنّ دولة الإمارات شهدت خلال العقود الماضية تحوّلاً بارزاً في إطار عملية التنمية الثقافية واستدامة التراث وتعزيز جهود الحفاظ على هوية وثقافة شعب الإمارات، وذلك من خلال ما زرعه المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، من عشق للتراث واعتزاز به، بالتوازي مع تعزيز مكانة الإمارات كإحدى أكثر دول العالم تطوراً حضارياً وتأثيراً إيجابياً في الحوار بين الثقافات. وتُعتبر دولة الإمارات من أوائل الأعضاء في الاتحاد العالمي للصقارة من خلال عضوية نادي صقاري الإمارات. وتقديراً للدور المهم والفاعل لها في مجال الحفاظ على التراث الإنساني والصيد المُستدام، وهي التي قادت أهم الإنجازات في تاريخ الصقارة بتسجيلها في اليونسكو ومنحها مشروعية المُمارسة، فقد اختير مؤسس نادي صقاري الإمارات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، رئيساً فخرياً للاتحاد العالمي للصقارة والمحافظة على الطيور الجارحة (IAF) في عام 2017.
وتنطلق اليوم فعاليات معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية، تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، رئيس نادي صقاري الإمارات، خلال الفترة من 27 سبتمبر ولغاية 3 أكتوبر في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، وذلك تحت شعار «استدامة وتراث.. بروحٍ مُتجدّدة».
وأوضح المنصوري أنه من خلال فعاليات الدورة الحالية من المعرض الدولي للصيد والفروسية ينظم نادي صقاري الإمارات، بالتعاون مع منظمة اليونسكو، والاتحاد العالمي للصقارة والمحافظة على الطيور الجارحة، مؤتمراً دولياً بعنوان «مُستقبل رياضة الصيد بالصقور».
وأشار معاليه إلى أن ورش العمل في المؤتمر تُمثّل خطوة هامة لتعزيز قُدرات الدول المشاركة في ملف تسجيل الصقارة في اليونسكو، ولكافة مجتمعات الصقارة في جميع أنحاء العالم على حدّ سواء.
ولفت إلى أنّ التراث الثقافي المُشترك يُعزّز التفاهم والسلام بين الشعوب ويُساعدها على تحقيق التنمية المُستدامة، وفي ذات الوقت الحرص على نقل المعارف والمهارات والقيم من جيل لآخر، بما ينسجم مع السياسة الإماراتية الفاعلة في نشر ثقافة المحبة والتسامح وقيم العيش المشترك.
ويحتفي المؤتمر الدولي الذي يستضيفه معرض أبوظبي للصيد والفروسية، بمرور ما يزيد على 10 أعوام على حصول الصقارة على أهم اعتراف عالمي بمشروعيتها وغناها الحضاري، وذلك بفضل تسجيلها في نوفمبر 2010 في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة.
يُذكر أنّه في عام 2018 تمّ انتخاب معالي ماجد المنصوري الأمين العام لنادي صقاري الإمارات، رئيساً للاتحاد العالمي للصقارة بأغلبية الأعضاء في ختام أعمال الجمعية العمومية التي عقدت بمدينة بامبرغ بألمانيا، وذلك بعد أن كان قد انتخب لمنصب نائب رئيس الاتحاد لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في عام 2015.
فعاليت المعرض
يؤكد المعرض الدولي للصيد والفروسية في دورته الـ18 على ريادة دولة الإمارات على مستوى العالم في رياضة الصيد بالصقور والحفاظ على استمراريتها وتوارثها جيلاً بعد جيل، وتعزيز جهود صون الصقارة كتراث إنساني، مع حرصها الواضح على التوازن الطبيعي والحفاظ على النوع من خلال تطبيق الصيد المُستدام.
ويُضفي قطاع الصقارة وصناعة وابتكار مُستلزماتها، أهمية بالغة على الدورة القادمة من معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية، وهو الفعالية الأبرز التي ينتظرها عُشّاق المعرض في كل عام مُنذ دورته الأولى العام 2003، والتي شكّلت أحد أهم عوامل الجذب والنجاح على مدى الدورات اللاحقة.
وقد تمكنت الشركات العارضة في هذا القطاع من زيادة مبيعاتها على نحوٍ كبير عبر لقاء كبار الشخصيات المُهتمة برياضة الصيد بالصقور، وقادة الصناعة وخبراء التسويق، وعقد صفقات وشراكات مع أبرز الوكلاء والموزعين المحليين، لتسويق مُنتجاتها من مزارع الصقور ومختلف أدوات ومُستلزمات الصقارة التقليدية والتقنية الحديثة.