ريم البريكي (أبوظبي)
شهدت أسعار الذهب ارتفاعاً ملحوظاً خلال تعاملات الأسبوع الماضي، مدعومة بنمو الطلب على شراء الخام من السبائك والمشغولات الذهبية في أسواق أبوظبي، بالتزامن مع توقعات باستمرار الزخم الذي تشهده أسواق المعدن الأصفر باعتباره أحد أهم مصادر الاستثمار الآمن، بحسب عاملين في أسواق الذهب المحلية.
وقال هؤلاء لـ«الاتحاد»، إن الأوضاع الجيوسياسية التي يمر العالم اليوم جعلت أسعار الذهب تشهد ارتفاعات متتالية وسريعة، بالتزامن مع شروع الكثير من المصارف المركزية حول العالم نحو زيادة وتيرة شراء المعدن الأصفر كأداة تحوط اقتصادي مضمونة، متوقعين استمرار وتيرة الزيادات السعرية خلال الفترة المقبلة لتصل إلى مستويات قياسية مع بداية العام 2024.
وقال أحمد عنيزان، مدير أحد المحلات لبيع المجوهرات، إن الذهب أثبت أنه على مر العصور أداة تحوط آمنة يتجه إليه المستهلكون مع تراجع الأوضاع الجيوسياسية، مشيراً إلى أن الأوضاع الاقتصادية كانت سبباً كذلك في الزيادة الملحوظة بأسعار الذهب.
وأشار عنيزان إلى أن حجم الوعي وانتشار ثقافة الاستثمار عند المستهلك ساهما بشكل كبير في التخلي عن النقد واستبداله بأصول، مبيناً أن الذهب والعقار شكلا النسب الأكثر من حجم الاستثمار لدى الأفراد مع تفاقم الأوضاع الجيوسياسية.
وأضاف عنيزان أن الإقبال على شراء السبائك الذهبية، نوعاً ما أكثر من الذهب المشغول، ولكن يمكن القول إن الإقبال أيضاً على الذهب المشغول مرضٍ، انطلاقاً من قناعة المستهلك بأن الذهب «زينة وخزينة».
وتوقع عنيزان بأن تشهد أسعار الذهب في السوق ارتفاعاً تصاعدياً خلال الفترة المقبلة، مشيراً إلى أن الذهب أثبت جدارته على سلوك المسار الصاعد، رغم الضغوط التي تفرضها البنوك الأميركية، وخاصة البنك الفيدرالي الأميركي، من خلال سياسة التجديد النقدي، ورفع سعر الفائدة.
وأشار محمد أكرم، مسؤول بيع في المجوهرات في أسواق أبوظبي، إلى أن مبيعات السوق مستمرة في الارتفاع، على الرغم من زيادة أسعار المعدن الأصفر بصورة ملحوظة، مشيراً إلى أن نسب الإقبال ارتفعت مع نهاية شهر نوفمبر واقتراب احتفالات العام الجديد، حيث يعد الذهب أحد أهم الهدايا التي يتبادلها الناس في هذه الفترة من العام.
وذكر أكرم أن الارتفاع في سلعة الذهب لم يعد عائقاً أمام عمليات الشراء، كون الذهب سلعة يمكن إعادة بيعها مجدداً في أي وقت، وقد تكون بعائد ربحي أفضل مع زيادة ارتفاع أسعار الذهب.