الأربعاء 10 ديسمبر 2025 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

18 ألف «شاحنة» بالقطاع اللوجستي تتحول إلى «الكهرباء»

الموانئ البحرية مجال خصب لعمليات التحول إلى «النقل المستدام» (من المصدر)
25 أغسطس 2025 01:43

يوسف العربي (أبوظبي)

في إطار السعي لتحقيق أهداف الاستدامة الوطنية، تتجه دولة الإمارات إلى تحويل نحو 18 ألف مركبة تجارية في قطاعي الخدمات اللوجستية والنقل الثقيل إلى الطاقة الكهربائية، وفق تقرير لشركة «إينرايد» الذي أكد أن الإمارات تقود التحول نحو النقل المستدام في المنطقة. وأوضح التقرير أن قطاع التوزيع المحلي يتمتع بإمكانات التحول الكهربائي التي تصل إلى 80 – 90% من إجمالي المركبات العاملة بالقطاع، بفضل مدى القيادة المناسب وتطور البنية التحتية. 
وقالت إيمان زغوي، نائب الرئيس لمنطقة الشرق الأوسط في «إينرايد» لـ (الاتحاد)، إن الإمارات أحرزت تقدماً ملحوظاً في بناء بنية تحتية مخصصة لشحن المركبات الكهربائية، مع الأخذ في الاعتبار أن التركيز لا يزال منصباً بشكل أساسي على مركبات الركاب. 
ونوهت بأنه فيما يتعلق بشحن المركبات الكهربائية التجارية الثقيلة، فلا تزال الشبكة في مراحلها الأولى، وهنا تبرز أهمية مبادرات مثل شبكة «Falcon Rise» من «إينرايد» التي تُعد أول شبكة مخصصة لشحن الشاحنات الكهربائية في المنطقة.
وأشارت إلى أنه من المتوقع بحلول عام 2026 تحقيق نمو كبير في البنية التحتية لشحن المركبات الكهربائية التجارية، مع تركيز خاص على الممرات اللوجستية الاستراتيجية والموانئ والمناطق الصناعية.

مساهمة فاعلة 
وقالت زغوي، إن المركبات الكهربائية التجارية تسهم بدور جوهري في إزالة الكربون من سلاسل التوريد وخفض الانبعاثات، خصوصاً في دولة الإمارات، حيث إن جزءاً كبيراً من أسطول النقل الثقيل يتجاوز عمره 10 سنوات، كما تجدر الإشارة إلى أن نقل البضائع البري يمثل حتى 8% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون على مستوى العالم.
وقالت: «من خلال تقنيات (إينرايد)، تمكّنا من خفض الانبعاثات بنسبة تصل إلى 95% لدى بعض العملاء، ما يؤكد أن نموذج التحوّل الكامل إلى الكهرباء يحقق تأثيراً ملموساً، وفي شراكتنا مع (موانئ دبي العالمية - دي بي ورلد)، نظهر كيفية أن التوسّع في الاعتماد على الكهرباء يمكن أن يُقلل الانبعاثات بشكل كبير دون التأثير على الكفاءة، حيث إن عملياتنا الحالية تساهم في تقليل 14.6 ألف طن من انبعاثات (CO2e) سنوياً، ومن المتوقع أن ينمو الأسطول بشكل كبير بحلول منتصف عام 2026».

منظومة مدمجة 
وأكدت زغوي أن دمج منظومة المركبات الكهربائية داخل الموانئ مع شبكة السكك الحديدية الوطنية، أمر بالغ الأهمية لبناء منظومة نقل مستدامة ومتكاملة.
وأضافت: «ستلعب السكك الحديدية دوراً كبيراً في نقل البضائع لمسافات طويلة عبر شبكة الاتحاد للقطارات والشبكات الخليجية المستقبلية، إلا أن هناك حاجة دائمة لحلول النقل من وإلى محطات القطارات، وهنا تظهر قيمة المركبات الكهربائية وذاتية القيادة كحل تكاملي».
وفيما يتعلق بدور أنظمة الذكاء الاصطناعي في تحسين كفاءة النقل المستدام وإدارة أساطيل المركبات الكهربائية، قالت: إن الذكاء الاصطناعي عنصر محوري وأساسي، فإدارة أسطول كهربائي أكثر تعقيداً بكثير من إدارة مركبات تعمل بالديزل، وتزداد هذه التعقيدات مع التوسع في التشغيل، حيث يتيح لنا الذكاء الاصطناعي تحسين المسارات، وتحديد حجم الأسطول، وجدولة الشحن، وترشيد استخدام الطاقة، وإدارة الصيانة بشكل لحظي.

الموانئ محور رئيس لتحقق الاستدامة
قالت إيمان زغوي: ستكون عمليات الموانئ محوراً رئيسياً للتحول نحو النقل المستدام، نظراً لمواءمتها المثالية لحلول الكهرباء والأتمتة، كما نرى فرصاً قوية لتكرار قصص النجاح من أسواق أخرى، خاصة في مجالات البضائع الاستهلاكية واللوجستيات الغذائية.
وتعتمد منصة «Einride Saga» على نماذج ذكاء اصطناعي مدرّبة على ملايين الكيلومترات من بيانات نقل البضائع الواقعية، بما يشمل تحديات محددة للمركبات الكهربائية، مثل تدهور البطارية وتكاليف الطاقة والاحتياجات الديناميكية للشحن، وهنا يصبح الذكاء الاصطناعي ليس ميزة إضافية، بل هو المحرك الرئيسي الذي يجعل النقل الكهربائي وذاتي القيادة قابلاً للتطبيق الفعلي.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©