شعبان بلال (غزة، القاهرة)
ضاعف البرد القارس والأمطار الغزيرة معاناة مئات الآلاف من سكان غزة النازحين إلى مدينة رفح جنوبي القطاع، والذين يتكدسون في مخيمات غير مهيأة، وافترش الكثيرون منهم الشوارع لعدم توافر أماكن إيواء كافية.
وقال نازحون ومحللون سياسيون في القطاع، إن العائلات، خاصة الأطفال وكبار السن والنساء يواجهون أوضاعاً إنسانية صعبة للغاية نتيجة عدم توفر الاحتياجات الأساسية، وتضاعفت معاناتهم نتيجة البرد القارس.
ومن مدينة رفح جنوبي غزة، قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة فلسطين الدكتور تيسير أبو جمعة، إن الوضع الإنساني في غزة تدهور مع التقلبات والمنخفض الجوي الأخير، حيث تقيم العائلات في خيام لا تحمي من الأمطار الغزيرة التي غمرتها.
وأوضح أبو جمعة في تصريح لـ«الاتحاد»، أن هناك معوقات تواجه وصول المساعدات الإنسانية للعائلات النازحة التي لا تجد مأوى سوى الخيام، وفي نفس الوقت لا تملك الأموال للشراء، ولا توجد بضائع أصلاً يمكنهم شراؤها، مطالباً بتشكل لجان لإيصال الدعم للعائلات النازحة كافة في رفح.
أبو جمعة الذي نزح ضمن مئات الآلاف من الأشخاص في رفح، اعتبر أن بعض الخيام ليست بالمعنى المعروف أو المواصفات المطلوبة، فهي مصنوعة من أقمشة وألواح خشبية تتعرض للانهيار نتيجة الأمطار الغزيرة والرياح الشديدة، مع عدم توافر أي وسائل للحماية من البرد القارس، مثل الملابس والأغطية، وارتفاع أسعار الفحم والحطب للتدفئة نتيجة الإقبال على شرائه.
وزادت معدلات انتشار الأمراض والأوبئة في رفح، وفقد المئات حياتهم نتيجة تكدس أكثر من 1.3 مليون نازح وسط عدم توافر الاحتياجات الأساسية من خدمات طبية وصحية وغذاء ومياه شرب وصرف صحي، وغيرها.
وفي السياق، ذكر المتحدث باسم حركة «فتح»، منذر الحايك، أن «الشتاء ضاعف معاناة أكثر من 1.3 مليون شخص من الذين نزحوا إلى مدينة رفح جنوبي غزة، مع عدم وجود مأوى يحميهم من البرد القارس، خاصة الأطفال والنساء وكبار السن».
وأوضح الحايك في تصريح لـ«الاتحاد»، أن النازحين غير قادرين على مواجهة الأمطار والرياح والعواصف، وأن الوضع يزداد صعوبة مع انتشار الأمراض، وعدم توافر مياه شرب وغذاء ودورات مياه ووسائل حماية.
وطالب الحايك بسرعة تدخل المجتمع الدولي، لوقف الحرب حتى يتمكن النازحون من العودة إلى منازلهم، والاحتماء بأنفسهم وأطفالهم من الطقس القارس.