بفضل من يفضلون المعالي ورفعة الشأن، بفضل من يعشقون القمم، بفضل من يسومون الروح من أجل أن يكون الوطن شمساً لا تغيب، وسحابة لا تجف وشجرة لا تعجف، وفيضاً لا يخف، بفضل النبلاء تتربع الإمارات على عرش التفوق الاقتصادي والنفوذ السياسي، والتقرير الدولي «يو إس نيوز آند ورلد ريبورت» الذي يضع الإمارات المركز العاشر دولياً في مجال الرخاء السياسي والثراء الاقتصادي، إنما يبني قناعاته عن واقع حال أصبح نموذجياً وفريداً واستثنائياً بين دول العالم، فالإمارات التي وضعت الثروة البشرية قبل الثروة المادية استطاعت أن تعبر محيطات وأحداثاً وأزمات اقتصادية بسلام، لأنها اتكأت على منظومة قيم ثقافية وإنسانية جعلتها في أمان من بلاء الانتكاسات التي عانت منها دول كبرى في العالم، لم تستطع مخازنها المالية أن تصمد أمام الموجات العالمية. فالإمارات دولة متفائلة ومتفاعلة مع الأحداث الكبرى بإيجابية، الأمر الذي يجعل السعادة موطناً لكل من تطأ قدماه هذه الأرض، وما يجعل السعادة سجادة حريرية هو هذا الإحساس بأن الإنسان هو الحقيقة، وأن مصدر سعادة الإنسان تصالحه مع نفسه ما يؤدي إلى تصالحه مع الآخر، هذه العلاقة المنسجمة البيضاء هي التي أدت إلى كل هذا الانبعاث الحراري الإيجابي في الدم الإماراتي، وهو الذي أيقظ روح المبادرات الحية والحيوية، والتي أبدتها عقول لا تقبل بالرتابة ولا بالروتين ولا بالجمود والخمول، نحن اليوم في زاهية عصرنا وفي ذهبية أيامنا ونصوع أحلامنا. قوة الإنسان أعطتنا متانة الاقتصاد وثقة السياسة، ونبوغاً في العطاء الإنساني فبلغنا العلا، وشهد العالم أجمع بهذا الارتفاع الفضائي المذهل، وأنشدت التقارير الدولية نشيدها التاريخي حتى سمع كل من به صمم، ويقيني أن بلادنا ستواصل الطريق إلى قامات النجوم مادامت هناك إرادة، ومادامت هناك عقول تبدع وتشرع النوافذ للهواء الطلق كي يلامس الشغاف بشفافية، ومن دون زجاج داكن، أنا على يقين من أن بلادنا ستدخل العقود الزمنية الآتية بكل جسارة وثبات لأن البناء عال، وأن الشجرة وارفة، وأن النهر يرفد الأرض بالماء الرقراق، والأحلام مزدهرة بورود الواقع، والواقع يرفرف كأجنحة الطير، ونوارس الإمارات رجال يحدقون في العمق فيحلقون ويرفعون النشيد عالياً فتتلألأ النجوم ريانة، فرحانة، نشوانة بهذا العزف الإماراتي الرهيف على أوتار وجود لا يحترم إلا الأقوياء، والإمارات دوماً قوية بقوة قيادتها وأبنائها. Ali.AbuAlReesh@alIttihad.ae