?لم تستطع المؤسسات الثقافية أن تفعل دورها الريادي في إثراء النشاط الثقافي، وترجمة الحياة الثقافية بمجملها إلى حيز الحضور، وبعضها لم يخرج من الذاتية المفرطة، ومن منهجية التسلط، لذا فهذه المؤسسات لا تزال تعيش في حالة من الخمول، مع أن الساحة الثقافية توحي بكثير من النشاط المفعم بجملة من الإصدارات الحديثة، ومع ذلك لم يتم التطرق لها، ولم نر دراسة نقدية واحدة ألمت بجوانبها المتعددة فكرياً وثقافياً?. ?فكيف نرى ثمار المبدع، ولا نرى ما بعد هذا القطاف المهم؟ وهل يعقل أن نتعامل مع الإصدار بمجرد خبر هنا وهناك، بينما روح الإبداع تتجلى في أكثر من رؤية؟ تلك هي مهمة المؤسسات الثقافية الفاقدة لدورها والمنضوية تحت دور الفردية، وبذلك فقدت ذلك التناغم بينها وبين المبدع، وفقدت تفاعل المتلقي والنخب الثقافية. ?من دور المؤسسات الثقافية ومهماتها، أن تجاري الحياة الثقافية وحراكها ومخرجاتها لتضمن بأن المبدع هو الرافد، وهو المتلقي الباحث عن أيقونة ثقافية تشبعه ولا تحاصره بالرؤى الخافتة وغير المتزنة، فالمثقف أو المبدع يبحث دائما عن الدلالة، خصوصا في المناسبات التي تلامس شغاف الحياة المجتمعية، ومثالها، معارض الكتب كمعرض أبوظبي?. ?هل أقامت المؤسسات الثقافية ورشاً فكرية قبيل الحدث؟ هل التقت الكتّاب والأدباء لتحقيق مشاركة ثمينة وترجمة برامجها وإلباسها قماش النجاح، أم هي ستكتفي بالعرض السريع، بدلا من الانحصار بهذه الآلية المنتسبة الى عدم الجدوى ملقية اللوم على الحضور والوقت؟ ?فكيف لهذه المؤسسات أن تنهض، وأن ترتقي،وتخرج من بوتقة الماضي والإرث المفعم بالترهل؟ كيف لها أن تخرج من الرؤية الأحادية الذاتية إلى الرؤية الشاملة المتقنة؟ كيف لها أن ترى بمنظور عالمي؟ لا بد لتلك المؤسسات أن تعكف على العمل المتجسد بروح الثقافة، وعليها أن تسأل عن القائمين على البرمجة، وعندها ستجد لب المشكلة والمعاناة، كون الخاصية الفكرية والثقافية لدى المبرمجين مفقودة، وبالبحث والتحري ستنكشف المؤسسات الثقافية أزمتها الخاصة، وليس الأمر كما تزعم مرة بسبب الموارد المالية، ومرة بسبب عزوف الجمهور، وأخرى بسبب التقنية المجتمعية الحديثة التي يقال بأنها أطاحت المنبر الثقافي، وعزلت المؤسسات الثقافية. كل ذلك، هو التحدي الثقافي الحقيقي، لكي تخرج المؤسسات المعنية من الركود إلى فضاء التفاعل والفعل.