يقول المثل إن «فلاناً ضرب عدة عصافير بحجر»، وأعتقد أن المهندس مهدي علي أحد خبراء ضرب أكثر من عصفور بحجر واحد، والسبب بعدُ نظره وبصيرته، وأعتقد أنه الوحيد تقريباً من بين معظم مدربي العالم الذين لم يلعبوا نهائياً في أيام «الفيفا» بدءاً بالبرازيل وألمانيا وانتهاءً بالفلبين. فالكل لعب لتحسين مركزه في تصنيف «الفيفا»، قبل صدور التصنيف الجديد الذي سيتم على أساسه توزيع رؤساء المجموعات في تصفيات آسيا المؤهلة لكأسي العالم وأمم القارة، وإن كنت أعتقد أن نهائيات «الإمارات 2019» كان يجب أن يشارك بها 24 منتخباً، رغم الشعبية الكبيرة التي ستحظى بها البطولة من الجاليات الموجودة في الإمارات والدول الخليجية المجاورة، ولكن هل من المنطق أن تشارك نصف القارة في النهائيات؟. لم أفهم من هو صاحب مثل هكذا قرارات، وما هو قصده «غير الانتخابي»، وفي قارة عدد أعضائها 47 نصفهم لا علاقة لهم بكرة القدم مثل «سيرلانكا، بنجلاديش، مالديف، نيبال بروناي، جزر ماريانا» «نعم هناك عضو اسمه جزر ماريانا»، جوام، ماكاو ومنغوليا ولاوس، وحتى باكستان والهند وماينمار والفلبين ليست منتخبات يمكن أن تصنع الفارق، والأكيد أن لها الحق في الوصول، ولكن إذا كانت تستحق ذلك في الملعب وليس في الانتخابات. أعود لمهدي علي الذي يعرف أن مركز منتخبه سيبقى بين أول ثمانية على آسيا، وهو الذي يحتل حالياً المركز الخامس خلف إيران واليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا، لهذا آثر عدم اللعب، وإفساح المجال للاعبين للتركيز على كأس السوبر الذي انتهى للأهلي، والدوري الذي بدأت ملامحه تتضح بفوز العين تحديداً على الأهلي، ومع خسارة الشباب من الإمارات بالثلاثة تبقى المنافسة فعلياً ونظرياً محصورة مع الجزيرة فقط، مع بقاء خمس مباريات و15 نقطة في الملعب. مهدي علي يمكن فعلاً أن يضرب كل العصافير بحجر واحد، لو تمكن وهو الذي تم منحه الثقة مجدداً، لو تمكن من الصعود لنهائيات كأس العالم 2018، لأن المنطق وواقع الحال يقول إن عدم التأهل هو إخفاق بكل ما تعنيه الكلمة من معنى قياساً على وضع المنتخب ومكانته الحالية وتشكيلته الممتازة ومدربه الذي صنع الفارق.