من خلال متابعتي لاستوديوهات الجزيرة الرياضية أنقل انطباعاتي كمشاهد على النحو التالي: أولا: أسجل إعجابي بالجهد الذي تقدمه القناة من أجل إمتاع المشاهدين في كل مكان .. هذا من ناحية المبدأ. ثانيا: بصرف النظر عمن يكون الجاني ومن المجني عليه في قضية التشويش على البث، فمن حق المشاهد على الجزيرة أن تحل له هذه المشكلة على الفور، وأن تقاضي من تقاضيه بعد ذلك، فهذا لا يهم المشاهد، بل ما يهمه أن يحصل الآن على السلعة التي دفع ثمنها. ثالثا: أننا نسجل إعجابنا الشديد بالمحللين العرب بخاصة طارق ذياب ونبيل معلول وحازم إمام، وإدارة الحوار من خلال نخبة متميزة من المقدمين المحترفين لاسيما أيمن جادة وهشام الخالصي ومحمد سعدون الكواري، فالتحليلات تلامس ما نراه في الملعب وتجلب لنا الفائدة والمتعة معاً. رابعا: لم نسعد أبدا ولم نستفد من الخبراء الأجانب أمثال ارسين فينجر مدرب الأرسنال على وجه التحديد وأحياناً من أريجو ساكي مدرب إيطاليا السابق وغيرهم، فالسيد فينجر مع احترامنا الشديد لاسمه ومكانته إلا أنه يتحدث “من خشمه” إذا جاز التعبير بشيء من التعالي وقليل من الرأي وكثير من المجاملة.. وكأنه في بعض الأحيان يشاهد شيئا غير الذي نشاهده، وقد كنت مندهشا للغاية من آرائه حول أداء المنتخب الإنجليزي الذي امتدحه بشيء من المبالغة وامتدح مدربه الكبير فابيو كابيلو “على الفاضي والمليان” في الوقت الذي استمتعنا فيه بآراء طارق ذياب وحازم إمام التي كانت في الصميم وتتلاءم مع ما شاهدناه وتحترم عقولنا ومفاهيمنا. نحن لا نرفض الاستفادة من الخبرات العالمية، ولكن على هذا النحو أين هي الاستفادة .. أعتقد أنهم هم المستفيدون من المبالغ الضخمة التي يحصلون عليها ولا يستحقونها لأننا نحن المستهدفون غير مستمتعين! خامسا: نطالب الجزيرة بشيء من الزخم من خارج الاستوديوهات والملاعب، فجنوب أفريقيا تعيش الحدث في كل مكان ! على هذه الصورة التي ظهر عليها المنتخب الانجليزي بأسمائه الرنانة ومدربه صاحب الاسم الكبير يكون أمر ترشيحه للفوز بالبطولة أمراً صعباً للغاية، فالفريق غير قادر على صنع الحلول الهجومية، ومن الصعب جدا أن يتم ترشيح فريق ما للبطولة في ظل وجود حارس ضعيف. أما منتخب الأرجنتين فالطريق سالك أمامه لبلوغ دور الـ 16 وأعتقد أنه من الفرق المرشحة بقوة رغم وجود فوضى دفاعية ظهرت عندما كشر فريق نيجيريا عن أنيابه في الشوط الثاني، وكان الملفت المدرب مارادونا الذي وزع القبل على كل لاعب يتم تبديله في أسلوب جديد في القيادة المارادونية ! أما بعد الدور الأول لا يكون حاسما في الأحكام النهائية لكنه يعطي مؤشرات مبدئية .. ننتظر ظهور البرازيل وإيطاليا وهولندا وإسبانيا .. لكن في كل الأحوال .. فالمونديال لن يخرج عن القوى التقليدية. mahmoud_alrabiey@admedia.ae