تمثّل “أم الإمارات” الشيخة فاطمة بنت مبارك نموذجاً فريداً متميزاً في العطاء والكرم والنبل، وقدوة لفتاة الإمارات، لما تقدمه من أعمال جليلة في شتى الحقول والميادين، وهي من تسير على النهج الذي أرسى قواعده المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والتي واكبت مسيرته، وعايشت معه مسيرة البناء والعطاء والبذل والسخاء للقاصي والداني.
وما مبادرة أم الإمارات، وأم العطاء، برعاية حملة العطاء لعلاج مليون طفل على مستوى العالم والتي أطلقها سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان إلا ترجمة حقيقية للمبادئ السامية التي تؤمن بها سموها، وتسعى لترسيخها بين شباب وفتيات الإمارات، كما أنها ترجمة للجهود التي تبذلها الدولة لمساعدة المحتاجين، وتوفير البرامج الصحية العلاجية والوقائية للمرضى المعوزين في شتى أنحاء العالم، كما أن مشاركة كوادر طبية مواطنة وعالمية تعتبر خطوة مكملة للإنجازات الإنسانية الرائعة للإمارات على مدى السنوات الماضية.
إن الحملة بكل ما تحمله من معان سامية، هي أسلوب جديد من المبادرات الإنسانية التي تحرص الإمارات على تنفيذها لعلاج أمراض مختلفة يعاني منها أطفال يحتاجون إلى برامج علاجية طويلة المدى، وتركز على البرامج الوقائية، وسجلت الإمارات السبق بها على مستوى العالم، بتسيير قوافل طبية عبر المستشفى الميداني العالمي المتنقل إلى المناطق البعيدة، والقرى في مصر، والبوسنة، وباكستان، والهند، وتنزانيا، وزنجبار، ولبنان، كما حققت الدولة نموذجاً رائداً للمبادرات الخيرية والإنسانية التي تطلقها، وآخرها المستشفى الميداني العالمي المتنقل لعلاج الأطفال حول العالم والذي دشن أمس وسيبدأ عمله خلال أيام ويضم 120 سريراً، ويعمل به خمسون طبيباً مختصاً، ناهيك عن مكرمة “أم العطاء” السخية بالتبرع بمبلغ عشرة ملايين درهم لدعم حملة العطاء، خلال الحفل الخيري الذي جمع خمسة عشر مليون درهم، ستساهم في تنفيذ برامج وخطط حملة العطاء الإنسانية لعلاج مليون طفل حول العالم.
هذه المبادرات التي تطلقها “أم الإمارات”، وهذا الجهد الإنساني العظيم، رسخا ثقافة العطاء والعمل التطوعي في نفوس أبناء الإمارات، وعززا فينا قيمة العمل الخيري.
وإننا إذ ندعم هذه المبادرات الإنسانية، فإننا نضم صوتنا إلى صوت “أم الإمارات” بأهمية تضافر الجهود بين مختلف الجهات والمؤسسات والأفراد، وتعاون كافة القطاعات العامة والخاصة للوصول إلى الأهداف المنشودة والمتمثلة في تدبير البرامج العلاجية اللازمة للأطفال المعوزين، فما أجمل اللحظات التي يتم فيها إعادة البسمة ورسمها من جديد على وجوه الأطفال وإعطاء الأمل من جديد لذويهم غير القادرين على توفير نفقات العلاج اللازمة، وهذا الهدف السامي والنبيل والإنساني لا يتحقق إلا بتكاتف وتعاون فرسان العطاء وأهل الخير الذين لا يدخرون جهداً في سبيل مساعدة كل محتاج دون تفرقة.


m.eisa@alittihad.ae