في ذروة جدل انقسم من حوله متابعو ''المونديال'' الكروي الذي وضع أوزاره أخيراً في المانيا، بعد ضربة الرأس الشهيرة للاعب الاشهر في العالم زين الدين زيدان نحو صدر لاعب المنتخب الايطالي ماركو ماتيرازي، وما اعقبها من تلميحات عنصرية بغيضة، كنت اتابع قصة تعكس إنسانية الانسان عندما يتجرد من أنانيته وتعصبه وهو اسير أفكار ضيقة· فقد شهدت الولايات المتحدة واقعة انسانية نادرة بتبرع رجل أعمال اميركي بإحدى كليتيه لسائقه اللبناني الذي كان يعاني من فشل كلوي، ويخضع لعملية غسل للكلى ثلاث مرات اسبوعياً· ونقلت وكالة ''رويترز'' تصريحات السائق واسمه عبدالفرج لمحطات تلفزيون محلية في شيكاغو، وهو يعبر عن امتنانه لرب عمله رجل الأعمال ديف بيكر، قائلا:'' أعطاني جزءاً من جسده، لقد أنقذ حياتي''· كان بيكر يعتمد على سائقه فرج منذ عدة سنوات في تنقلاته ما بين ولايتي مينسوتا وشيكاغو، وفي إحدى هذه الرحلات وقف رجل الأعمال الأميركي على تدهور الحالة الصحية لسائقه، ومعاناته في البحث عن متبرع بكلية لديه نفس فصيلة الدم· يقول فرج: '' في الرحلة الأخيرة سألني عن فصيلة دمي، فلما عرف انها ''او-ايجابية'' قال لي'' انها نفس فصيلة دمي، سأعطيك واحدة من كليتي''· ولم تمض سوى بضعة أيام الا وأجرى الرجلان عملية نقل كلية في مستشفى شمال غربي شيكاغو· وأعادت هذه القصة الى الاذهان واقعة مماثلة عندما وضع استاذ جامعي اميركي رسالة في صندوق خطابات زميله السوداني يعرض عليه قبول كليته كهدية منه، بعدما علم بمعاناة الرجل الذي كان يعاني من فشل كلوي· ما أعظم الإنسان عندما يتمسك بإنسانيته هذا الكنز الرائع الكامن داخله· وما احط الانسان عندما يتخلى عن آدميته، وينحدر الى مرتبة ما دون الحيوان يقتل ويسلب أغلى أمانة استودعها الخالق للمخلوق··الحياة·