كعادة قطر في تنظيمها الأحداث الكروية على المستويين القاري والدولي، نجحت بامتياز في تنظيم النسخة الحادية عشرة من كأس العرب، التي حظيت باعتراف الاتحاد الدولي لكرة القدم بعد النسخة العاشرة التي استضافتها أيضاً عام 2021 قبل أربعة أعوام.. روعة في التنظيم، وإبهار في حفل الافتتاح، وتوفير كل متطلبات المنتخبات المشاركة وجماهيرها الغفيرة، والنقل التلفزيوني المباشر، والبرامج المصاحبة من القنوات الناقلة، الأمر الذي أجبرنا على متابعتها حتى أوقات متأخرة من الليل، لما احتوته من إثارة ومتعة، دفعنا على حرص المتابعة لكل صغيرة فيها لإشباع رغباتنا في المتابعة.
ولم تخل البطولة من المفاجآت في التصفيات الأولى بتأهل منتخبات لدور الثمانية، وخروج المرشحين منها، وكأن البطولة تبحث عن بطل جديد لها خلاف من اعتدناه في النسخ السابقة، في انتظار ما ستسفر عنه في القادم من الأيام.
نحن وغيرنا صدمتنا نتائج منتخباتنا في أدوارها الأولى، الأمر الذي يدعونا لإعادة النظر في خططنا وبرامجنا في إعداد منتخباتنا، وقبل ذلك إعادة النظر في منظومتنا الكروية التي كنا حتى الأمس القريب نتغنى بتطورها ومقارعتها دوريات الدول الأكثر تطوراً وتقدماً، بعد تجربتنا الاحترافية التي تجاوزت عقداً ونصف من السنوات، لكن نتائجنا عكس ما توقعناها من الاحتراف منذ أن طالبنا بتطبيقه.
فلم يشفع تأهل بعض المنتخبات إلى نهائيات كأس العالم القادمة، كما زادت من إصرار الذين أخفقوا، وكأن البطولة وليدة الساعة، لا لموقع بعضها في قائمة المتأهلين لكأس العالم 2026، وكأنها ليست استمراراً لمسيرتنا منذ عرفنا لعبة كرة القدم، ومارسناها وأشهرنا أنديتنا، وشاركنا في بطولاتها الإقليمية والقارية والدولية. وستتوالى المفاجآت في الدورين ربع ونصف النهائي، إلى أن يتحدد بطل النسخة الحالية، وقد يكون خلاف من توقعناه قبل انطلاقتها، ووضح ذلك جلياً في ترشيحات العديد من الإعلاميين قبل انطلاقتها، ومع الجولة الأولى منها، الأمر الذي قلب التوقعات مع انتهاء كل جولة بعيداً عن إمكانات بعض المنتخبات وتاريخها خلال مسيرتها. وسوف تكشف لنا الأيام القادمة، والمباريات المتبقية تراجع بعض المنتخبات، وتفوق من لم تكن ضمن المرشحين لبلوغ نهائياتها، وقد يكون بطلها أيضاً ضمن ذلك.. فلننتظر حتى يوم التتويج.


