عدد اليوم
خولة علي (دبي)
تحاكي رؤى المدني تفاصيل الحياة وتحولها إلى أعمال فنية بديعة تستنطق جمال الطبيعة، متحدية ذاتها وقدرتها على اقتناص الجمال من حولها، وإعادة تشكيل مفرداتها بتفاصيل دقيقة كفيلة بالكشف عن شخصية فنية واثقة، وفرشاة تشي بحرفية عالية. فهي تبدع في الرسم الواقعي، لتنافس الصورة وتنال إشادة من فنانين عالميين، لما تتمتع به من دقة في إعادة التشكيل وفق منهج الفن الواقعي، لتبحر بريشتها بهدف نشر ثقافة الرفق بالحيوان.
شغف الرسم
المدني حاصلة على شهادة البكالوريوس في الاتصال المرئي من الجامعة الأميركية بالشارقة. وعلى مقاعد الدراسة الجامعية بدأ شغفها بالرسم الذي كان متنفساً لها وسبيلها لقراءة مشاهد الحياة من حولها، فأمسكت بفرشاتها لتبدأ في تذوق إبداعاتها وكشف أسرارها، وركزت على رقة الورد وما تحويه البيئة الطبيعية من تفاصيل تستحق أن توثق عبرها اللحظة في مشهد يتمازج فيه النور مع الظلال ليعطيا دفئاً وعمقاً في كل تفصيل.
مدرسة واقعية
ومن عالم الطبيعة الساحرة، إلى البحث عن شغف آخر في الحياة الواقعية، حيث اهتمت بفن رسم البورتريه، بكل ما يتطلبه من دقة في إبراز ملامح الوجه وتعبيراته، فدائماً ما تبحث المدني عن جزيئات المادة والتعمق في تفاصيلها، والإسهاب في عرض وإظهار الفكرة، معتمدة على أدوات بسيطة كالرسم بالرصاص، إلا أن شغف الألوان يلح عليها من حين إلى آخر، حتى وجدت في الألوان الزيتية، طريقاً أكثر واقعية في إنجاز لوحاتها، وركزت بشكل كبير على رسم الحيوانات والحياة الفطرية بأنواعها، وألوانها الزاهية ومكوناتها التي تحتاج الصبر والدقة والتركيز، لتتجلى أعمالها الفنية بإبداع ورقي.
الرفق بالحيوان
وتؤكد المدني أن مسؤوليتها كفنانة تنطوي على توعية أفراد المجتمع بضرورة الحفاظ على الحياة الفطرية، باعتبارها ثروة بيئية للأجيال، فقد عكفت على عرض ما يرصده بصرها من مخلوقات برية وبحرية، لاسيما الطيور بأنواعها، في محاولة لإظهار جمالها، في لفتة ربما تلقى أثرها في نفوس الآخرين، وتجعلهم أكثر حذراً في التعامل مع كائنات الحياة الفطرية. ودائماً ما تتميز أعمالها بجرأة الألوان في رسومات تتضمن الحيوانات الأليفة والمفترسة أيضاً، ومنها التمساح الذي حاولت رسمه بمظهر مختلف وجميل، بهدف تغيير وجهة نظر الإنسان تجاهه، ومحاولة رؤية مثل هذه الحيوانات بعين المسؤولية والالتزام بقانون الرفق بالحيوان.
جوائز
شاركت المدني في عدد كبير من المعارض داخل الدولة وخارجها، ونالت العديد من الجوائز وشهادات التقدير، وكان لها شرف المشاركة برسوماتها في كتاب المسيرة عام 2022، كما اقتنى عدد من كبار الشخصيات والشركات والمشاريع الرائدة في الدولة، عدداً من أعمالها الفنية.
«بريث كرييتف»
تترأس رؤى المدني فريق «بريث كرييتف»، الذي يضم مجموعة من الفنانين الإماراتيين، ويشارك في معارض محلية وخارجية، بغرض رفع اسم الدولة في المحافل العالمية، والعمل على صقل مهارات محبي الرسم، والأخذ بيد كل من يرغب في الإبحار بعالم الفن الذي لا حدود له.
