الجمعة 12 ديسمبر 2025 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الذكاء الاصطناعي

كيف يساعد الذكاء الاصطناعي في الاستعداد للأوبئة؟

الذكاء الاصطناعي يساعد في التقاط إشارات الأوبئة القادمة
3 أكتوبر 2025 23:36

أكد باحثون في تحليل نشرته مجلة "The Lancet Infectious Diseases" أن دمج الذكاء الاصطناعي مع نهج الصحة الواحدة (One Health) يمكن أن يعزز قدرات التنبؤ والمراقبة، ويسهم في رصد الفيروسات الخطيرة قبل انتشارها بين البشر.
وشارك في إعداد التحليل خبراء من المجر، إيطاليا، والمملكة المتحدة ضمن اتحاد VEO الأوروبي، الذي يطور أدوات قائمة على البيانات لرصد وتتبع الأمراض المعدية الناشئة.
وقال فرانك مولر أورستروب من جامعة التقنية بالدانمارك: "الذكاء الاصطناعي لا يستطيع منع الأوبئة بمفرده، لكنه يمثل مكملاً قوياً لأساليبنا الحالية. وكلما دمجنا بيانات البشر والحيوانات والبيئة بشكل أفضل، كنا أكثر استعداداً".
وأشارت ماريون كوبمانز من جامعة إيراسموس إلى صعوبة السيطرة على الأمراض بعد انتشارها، قائلة: "التدخلات تكون جذرية كما في جائحة كوفيد-19، لذا يبقى الاكتشاف المبكر لمسببات الأمراض أمراً حاسماً".

- اقرأ أيضاً: ضمادة بالذكاء الاصطناعي تسرّع التئام الجروح

منشأ الأوبئة
أبرزت تفشيات سارس-كوف-2 وإنفلونزا الطيور وجدري القرود صعوبة السيطرة على الأوبئة، فمعظم مسببات الأمراض تنشأ في الحيوانات، لكن انتقالها إلى البشر يظل غير متوقع.
ويحذر الباحثون من أن تغير المناخ، والإنتاج الحيواني المكثف، وتوسع النشاط البشري في المواطن الطبيعية تزيد من خطر انتقال مسببات الأمراض.
هذه الأحداث تشبه الشرر؛ أغلبها ينطفئ سريعاً، لكن بعضها يتحول إلى أوبئة. لذلك يجري الفريق أبحاثاً باستخدام البيانات الضخمة لاكتشافها مبكراً.

- طالع أيضاً: الذكاء الاصطناعي يساعد المصابين بالشلل على استعادة الحركة

أنماط خفية
يساعد الذكاء الاصطناعي في تحليل بيانات ضخمة تشمل المناخ، استخدام الأراضي، الإنتاج الحيواني، النقل، تحركات السكان، والعوامل الاقتصادية، ما يكشف عن أنماط يصعب رصدها بالطرق التقليدية.
ويوضح أورستروب: "الذكاء الاصطناعي يمكّننا من تحديد المناطق التي تحتاج إلى مراقبة مكثفة، سواء في أنواع حيوانية محددة، أو في مياه الصرف، أو لدى البشر، وبالتالي تركيز الجهود على النقاط الساخنة".

- تصفح أيضاً: الذكاء الاصطناعي يسلّح جهاز المناعة بـ"صواريخ" لمهاجمة الخلايا السرطانية

إنذار مبكر
بعد تحديد النقاط الساخنة، يمكن اللجوء إلى التسلسل الميتاجينومي لرصد مسببات الأمراض. هذه التقنية تحلل المادة الوراثية في عينات بيئية، وتكشف طيفاً واسعاً من الكائنات الدقيقة، كثير منها غير معروف.
ويشرح أورستروب: "عند تسلسل العينات قد نجد ملايين الشظايا الجينية، معظمها مألوف وغير ضار، لكن تبقى آلاف غير معروفة. هنا يساعد الذكاء الاصطناعي في كشف الأنماط وتحديد ما قد يكون خطراً".
كما يمكن لهذه الأدوات التنبؤ بقدرة الفيروسات على إصابة البشر وانتشارها عبر تحليل الشيفرة الجينية.
وأكدت كوبمانز أن "النماذج البروتينية بالذكاء الاصطناعي تكشف تأثير الطفرات على بنية الفيروسات، وما تعنيه من مخاطر انتشار أو شدة مرضية. ورغم التحديات، فإن الإمكانات هائلة لتسريع تقييم المخاطر".

- انظر أيضاً: ابتكار أداة ذكاء اصطناعي لعلاج أحد أخطر أمراض العيون

شريك علمي
وتطرق التحليل أيضاً إلى نماذج أولية لـ"علماء مساعدين" بالذكاء الاصطناعي قادرين على إنجاز دورة البحث كاملة من صياغة الفرضيات حتى إعداد التقارير.
ويشير أورستروب إلى أن الذكاء الاصطناعي "سيتحول إلى عنصر بحثي معتمد، يقدم تحليلات واقتراحات نقيّمها نحن العلماء، وبذلك يصبح مكملاً يعزز اتخاذ القرار".
وأضافت كوبمانز: "علينا إعادة التفكير في دورنا كمعلمين ومشرفين، وضمان موثوقية النتائج مع تطور النماذج. إنه تحدٍ مثير للاهتمام".

أمجد الأمين (أبوظبي)

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©