لكبيرة التونسي (أبوظبي)
ضمن جهودها الرامية لتعزيز جودة حياة كبار المواطنين وترسيخ قيم التلاحم الأسري والمجتمعي، وتجسيداً لحرصها على توفير بيئة داعمة لهذه الفئة وتفعيل دورها في المجتمع، والاستفادة من خبراتها الثرية في خدمة الأجيال، إلى جانب طرح مبادرات نوعية تعزز رفاهها النفسي والصحي، كرّمت مؤسسة التنمية الأسرية أول دفعة من منتسبي برنامج «سفراء سند الأجيال» لتكرس مكانتهم كقدوة ونموذج ملهم في المجتمع الإماراتي.
تكافل اجتماعي
عن «سفراء سند الأجيال»، قالت أمل عزام، خبير اجتماعي في المؤسسة ومسؤولة البرنامج، إنه وضمن البحث عن فرص تطوع مناسبة توافق فئة كبار السن، ارتأت مؤسسة التنمية الأسرية، أن توفر الفرصة التي تُشعر هذه الفئة بالإنجاز، ومنها المبادرة التي التحق بها 18 شخصاً من المواطنين والمقيمين، استفادوا من فترة تدريبية مدتها 40 ساعة، اهتمت بكيفية التعامل مع احتياجاتهم الشخصية وفهم الذات قبل فهم الآخرين، مع مساعدة أقرانهم والوقوف إلى جانبهم ضمن تكافل اجتماعي.
وأضافت: وجدنا من المشاركين التركيز على تطوير أنفسهم، والرغبة في الاستفادة من فرص التطوع في المجتمع والذي يقابَل بالتقدير الكبير، حيث تم اطلاعهم، من خلال المدربين، على احتياجات كبير السن والتي تتغير وفق المراحل العمرية، مشيرة إلى أن هذه الدفعة ستليها دفعات أخرى، وقريباً سيفعَّل دور هؤلاء في المجتمع، بحيث يتطوعون ويجتمعون مع كبار السن غير النشيطين في مناطقهم، بطريقة طبيعية، ليجالسوهم ويتحدثوا معهم ويساعدوهم إذا احتاج الأمر، ويزوروهم ويشعروهم بأنهم جزء من أفراد الأسرة.

معايير
وعن معايير اختيار المنتسبين للبرنامج، قالت عزام: أُتيحت الفرصة أمام مجموعة من المواطنين والمقيمين، وتم تمكينها لتكون سنداً لنفسها وللآخرين. وأشارت إلى أن ذلك سيكون تحت إشراف مؤسسة التنمية الأسرية، وفي صالح المتطوع والمستفيد، بحيث يكوِّن المنتسبون صداقات ويشعرون بأهميتهم، ليكونوا مصدر سعادة وقدوة في المجتمع.
مصدر سعادة
وعبّرت مجموعة من المنتسبات لبرنامج «سفراء سند الأجيال» عن فخرهن واعتزازهن بالتطوع لخدمة أقرانهن، وللمجتمع بشكل عام، ونقل خبراتهن للشباب. وأكدن أنهن استفدن من التكوين والتدريب الذي مكنهن من مهارات التعامل مع الذات، وكيفية تجاوز بعض التحديات والمواقف ضمن برنامج متكامل استغرق 40 ساعة. وتحدثن عن أهمية التقدير الذي يحظين به ضمن المؤسسة التي تدعمهن وتؤهلن وتوفر لهن سبل الحياة الكريمة وفرص تطوعية فعالة في المجتمع.
وقالت فاطمة محمد، من المنتسبات للبرنامج: رفعوا معنوياتنا وشعرنا بأهميتنا في المجتمع، كما حصلنا على شهادة «سفراء سند المجتمع»، وهذا بالنسبة لنا تكليف وسنعمل على إسعاد كل من حولنا.

جسر بين الأجيال
أكد بدر المنصوري، موظف متقاعد ومن «سفراء سند الأجيال»، أن البرنامج ينشر ثقافة السعادة والإيجابية ويبني جسوراً بين الأجيال ويدعم كبار المواطنين، ويساندهم في مواجهة تحديات الاندماج الاجتماعي وخدمة الأسرة والمجتمع، موضحاً أنه فخور بتجربته الثرية، وأنه استفاد من تدريب مكثف في مختلف مراكز المؤسسة.
وقال: تعلّمنا أشياءً جديدة وعزّزنا معلومات كثيرة، بينها كيف نؤثِّر في الشباب وننقل لهم خبراتنا، واليوم ومع هذه المبادرة سأطبق ما تعلمته في أسرتي ومحيطي وأوظفه لإسعاد فئة كبار المواطنين من حولي، ويسعدني أن أكون سفيراً مجتمعياً وأفيد كل من حولي.

استحضار الذكريات
تحدث علي المطيري مهندس متقاعد، بفخر واعتزاز عن تجربته التي وصفها بالغنية ضمن برنامج «سفراء سند الأجيال»، وأوضح أنه يحب العمل الاجتماعي ويميل إلى مساعدة الآخرين، مؤكداً أنه استفاد من التدريب المكثف ضمن البرنامج الذي يضم طاقات وشخصيات متنوعة ويزخر بخبرات متعددة، سواء وظيفية أو اجتماعية. وأضاف: هذه المبادرة ستفتح لنا فرصة العمل المجتمعي مع كبار السن، وتدعم العلاقة مع الجيران وتعيد للروابط الاجتماعية هيبتها وقيمتها، وسوف نجلس مع أقراننا لاستحضار الذكريات الجميلة، مما سيحقق لنا الراحة والسعادة،عبر نافذة التكافل والتراحم.

ثراء البرنامج
مريم عبدالرحمن الظنحاني من مؤسسة التنمية الأسرية - مركز أبوظبي، متطوعة ضمن «سفراء سند الأجيال»، أكدت أن البرنامج ثري جداً، وهو مستوحى من السنع الإماراتي، ويعكس تعاليم ديننا وقيمنا وعاداتنا المتمثلة في كيفية مدّ يد العون للآخر، واحتوائه ومساعدته. وقالت: أحبينا المبادرة، وسنعمل على إسعاد كل من حولنا كبيراً وصغيراً.
اكتشاف الذات
قالت بدرية محمد الشامسي: استفدت من البرنامج، حيث اكتشفت ذاتي، وتعرفت على صداقات جديدة وشعرت بأهميتي في المجتمع، وبدورنا سوف ننقل ما تعلمناه بكل سعة صدر للأجيال. وقالت أنيسة الكثيري: الدورات غيّرت حياتنا للأفضل، وسنكون سنداً لأنفسنا ولغيرنا.