منذ أن كنت في سن المراهقة، كنت أحلم بخسارة الكثير من الوزن. لذا، عندما تقلص وزني من 203 أرطال إلى 161 رطلاً في عام واحد، شعرت بالحيرة. كنت أتناول أوزيمبيك، وكان يطاردني شعور بأنني أقوم بشيء غير أخلاقي.
أنا لست الوحيد. وفي الولايات المتحدة، يعاني أكثر من 70% من الناس زيادة الوزن أو السمنة، ووفقاً لأحد استطلاعات الرأي، قال 47% من المشاركين، إنهم على استعداد لدفع ثمن تناول أدوية إنقاص الوزن الجديدة. ليس من الصعب معرفة السبب. فهي تتسبب في خسارة مستخدميها ما متوسطه 10 إلى 20% من وزن الجسم. وتشير التجارب السريرية إلى أن الجيل التالي من الأدوية (من المحتمل أن يكون متاحاً قريباً) يؤدي إلى خسارة 24% في المتوسط. ومع ذلك، مع تزايد عدد الأشخاص الذين يتعاطون أدوية مثل «أوزيمبيك» و«ويجوفي» و«مونجارو»، فإننا نصبح أكثر ارتباكاً كثقافة، ونهاجم أي شخص يتعاطى هذه الأدوية، وهو يشعر بالخزي.
ويحدث هذا لأننا وقعنا في فخ مجموعة من القصص القديمة حول ماهية السمنة والطرق المقبولة أخلاقياً للتغلب عليها، لكن حقيقة أن الكثير منا يلجأون إلى أدوية إنقاص الوزن الجديدة يمكن أن تكون فرصة لإيجاد طريقة للخروج من فخ وصمة العار - وللوصول إلى قصة أكثر صدقاً.
لقد انتشرت السمنة بشكل كبير، من كونها نادرة إلى كونها تقريباً هي القاعدة. لقد ولدت في عام 1979، وعندما بلغت 21 من عمري، تضاعفت معدلات السمنة في الولايات المتحدة. وقد ارتفعت منذ ذلك الحين. السؤال الذي يطرح نفسه هو لماذا؟ وكيف تعمل هذه الأدوية الجديدة لإنقاص الوزن؟ الجواب على كليهما يكمن في كلمة واحدة: الشبع. إنه مفهوم لا نستخدمه كثيراً في حياتنا اليومية، ولكننا جميعاً اختبرناه في مرحلة ما. إنه يصف الإحساس بالاكتفاء، وعدم الرغبة في تناول المزيد من الطعام.
السبب الرئيس وراء اكتسابنا الوزن بوتيرة غير مسبوقة في تاريخ البشرية هو أن نظامنا الغذائي قد تغير بشكل جذري بطرق قوضت بشدة قدرتنا على الشعور بالشبع. نشأ والدي في قرية في الجبال السويسرية، حيث كان يأكل الأطعمة الطازجة الكاملة التي تم طهيها من الصفر وإعدادها في يوم تناولها، لكن خلال الثلاثين عاماً بين طفولته وطفولتي، في ضواحي لندن، تغيرت طبيعة الطعام في جميع أنحاء العالم الغربي. لقد شعر بالرعب عندما رأى أن كل ما أكلته تقريباً تم إعادة تسخينه ومعالجته بشكل كبير. والدليل واضح أن نوع الطعام الذي نشأ والدي، وهو يأكله سريعاً يجعلك تشعر بالشبع. لكن نوع الطعام الذي نشأت وأنا أتناوله، والذي يتم تصنيع معظمه في المصانع، وغالباً باستخدام مواد كيميائية صناعية، جعلني أشعر بعدم الامتلاء، وكأنني أعاني ثقباً في معدتي. في دراسة حديثة حول ما يأكله الأطفال الأميركيون، تبين أن الأطعمة فائقة المعالجة تشكل 67% من نظامهم الغذائي اليومي. هذا النوع من الطعام يجعلك ترغب في تناول المزيد والمزيد. الشبع يأتي متأخراً، إذا أتى على الإطلاق.
وبدا لي أن إحدى التجارب العلمية - التي أطلقت عليها اسم «تشيز كيك بارك» - تبلور هذا التأثير. نشأ «بول كيني»، طبيب الأعصاب في مستشفى ماونت سيناي في نيويورك، في أيرلندا. وبعد انتقاله إلى الولايات المتحدة عام 2000 وهو في العشرينيات من عمره، زاد وزنه 30 رطلاً في عامين. بدأ يتساءل عما إذا كان النظام الغذائي الأميركي له نوع من التأثير الغريب على أدمغتنا ورغباتنا، لذلك صمم إجراء تجربة لاختباره. قام هو وزميله «بول جونسون» بتربية مجموعة من الفئران في قفص، وقدموا لهم كمية وفيرة من طعام الفئران الصحي والمتوازن المصنوع من نوع الطعام الذي كانت الفئران تتناوله لفترة طويلة جداً. كانت الفئران تأكله عندما تشعر بالجوع، وبعد ذلك يبدو أنها تشعر بالشبع وتتوقف. ولم تصب بالسمنة.
ولكن بعد ذلك، قام الدكتور كيني وزميله بتعريض الفئران لنظام غذائي أميركي يتكون من لحم مقدد مقلي، وألواح سنيكرز، وكعكة الجبن، وغيرها من الحلويات. كانت الفئران تقذف نفسها في كعكة الجبن، وتلتهم الكعكة وتخرج ووجوهها وشواربها ملطخة تماماً بها. وسرعان ما فقدت الفئران كل الاهتمام تقريباً بالطعام الصحي، واختفى ضبط النفس الذي كانت تظهره تجاه الطعام الصحي. وفي غضون ستة أسابيع، ارتفعت معدلات السمنة لديها.
بعد هذا التغيير، قام الدكتور «كيني» وزميله بتعديل التجربة مرة أخرى. لقد أخذوا جميع الأطعمة المصنعة، وأعطوا الفئران نظامهم الغذائي الصحي القديم. وكان الدكتور كيني واثقاً من أنهم سيأكلون المزيد منه، مما يثبت أن الأطعمة المصنعة قد وسعت شهيتهم. ولكن حدث شيء غريب. كان الأمر كما لو أن الفئران لم تعد تتعرف على الطعام الصحي كغذاء على الإطلاق، وبالكاد أكلته. فقط عندما كانت تتضور جوعاً بدأت في تناوله على مضض.
يمكننا رؤية أشكال من هذا السلوك في كل مكان. نحن نعيش جميعاً في تشيز كيك بارك، ومن الواضح أن تأثير الأطعمة المصنعة على سرقة الشبع هو ما خلق الحاجة إلى هذه الأدوية. تعمل الأدوية مثل أوزيمبيك على جعلنا نشعر بالشبع. يقول كاريل لو رو، وهو عالم كانت أبحاثه مهمة لتطوير هذه الأدوية، إنها تعزز ما أطلق عليه هو وآخرون ذات مرة «هرمونات الشبع».
بمجرد أن تفهم هذا السياق، يصبح من الواضح أن الأطعمة المعالجة والمعالجة للغاية تخلق فجوة كبيرة من الجوع، ويمكن لهذه العلاجات إصلاح هذه الفجوة.
وهناك فوائد غير عادية بالإضافة إلى المخاطر المزعجة المرتبطة بأدوية إنقاص الوزن، إذ إن الحد من السمنة أو عكسها يعزز الصحة بشكل كبير. نحن نعلم من سنوات من دراسة جراحة السمنة أنها تقلل من مخاطر الإصابة بالسرطان وأمراض القلب والوفاة المرتبطة بالسكري. تشير المؤشرات المبكرة إلى أن الأدوية الجديدة المضادة للسمنة تحرك الناس في اتجاه صحي جذري مماثل، ما يقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بالنوبات القلبية أو السكتة الدماغية، لكن هذه الأدوية قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان الغدة الدرقية، وقد تؤدي إلى زيادة اضطرابات الأكل.
يوهان هاري
صحفي بريطاني ومؤلف كتاب «الحبة السحرية: الفوائد الاستثنائية - والمخاطر المزعجة - لأدوية فقدان الوزن الجديدة»
ينشر بترتيب مع خدمة «نيويورك تايمز»