جاء إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بتخصيص عام 2025 ليكون «عام المجتمع» في دولة الإمارات، تحت شعار «يداً بيد»، ليُرسخ لدى المواطن الإماراتي ما يعيشه منذ عقود من شعورٍ عميق بالانتماء والمسؤولية المشتركة تجاه وطنه ومجتمعه. والحقيقة، عندما يتعمق القارئ الكريم في فكر القيادة الإماراتية، يجد أن بناء المجتمع المتماسك والمزدهر، يُعد جزءاً أصيلاً من الإرث الفكري للدولة. فعندما يؤكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أن «المجتمع القوي والمتماسك والمستقر يعني وطناً قادراً على تحقيق طموحاته ومواجهة تحدياته والتخطيط السليم لمستقبله»، فإن ذلك يعكس رؤية استراتيجية تجسّد التزام القيادة بترسيخ قيم التعاون والانتماء بين أفراد المجتمع.
هذه الرؤية المتجذّرة في فكر القيادة الإماراتية هي الدافع لإعلان 2025 «عام المجتمع»، بهدف تعزيز الروابط الأسرية والمجتمعية، وتنمية العلاقات بين الأجيال، وتهيئة مساحات شاملة تعزّز قيم التعاون والتجارب المشتركة. هذا الإعلان، الذي يرى فيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، «رسالة بأولويات المرحلة المقبلة.. وترسيخ تماسك المجتمع وتعزيز أواصره.. وأن خط الدفاع الأول عن مكتسبات الوطن هو تماسك مجتمعنا الداخلي».
ويعلم القارئ الكريم أن «مجتمع الإمارات» في فكر القيادة الإماراتية يحتضن «كل من يعتبر دولة الإمارات وطناً له»، ولذلك يركز «عام المجتمع» على منح جميع أفراد المجتمع الفرصة للإسهام الفاعل في الخدمة المجتمعية، والتطوع، والمبادرات المؤثرة، التي تُرسخ ثقافة المسؤولية المشتركة، وتدفع عجلة التقدم الجماعي. كما يُطلق الإمكانيات والقدرات لدى الأفراد والأسر والمؤسسات عبر تطوير المهارات، ورعاية المواهب، وتشجيع الابتكار في شتى المجالات، ومنها ريادة الأعمال والصناعات المستقبلية مثل الذكاء الاصطناعي، بما يحقق نمواً شاملاً وأثراً إيجايباً مستداماً يسهم في قصة بناء الوطن. وهذا ما يؤكده سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، إذ يرى أن إعلان صاحب السمو رئيس الدولة 2025 «عام المجتمع» «يجسّد رؤية سموه تجاه بناء مجتمع قوي ومترابط قادر على مواجهة التحديات وتحقيق الطموحات والمضي قدماً نحو المستقبل بخطى واثقة، وسيبقى الاهتمام بالمجتمع وتنميته وتمكينه على قمة أولويات القيادة».
يرى كل مواطن إماراتي في إعلان صاحب السمو رئيس الدولة تأكيداً واضحاً على أهمية بناء مجتمع متكامل، يعمل أفراده معاً لتحقيق التقدم والازدهار. فخلال السنوات الماضية، أدرك المواطن الإماراتي أهمية التلاحم المجتمعي، وأدرك مدى حكمة القرارات التي تعزّز التماسك الاجتماعي. اليوم، يشاهد المواطن دولته تتصدر دول العالم، ويلمس تحقق أحلام القيادة التي يعيشها الأبناء والأحفاد، وسيعيشها الأجيال القادمة -بإذن الله-.
هذا الإعلان، وهذا الالتزام ببناء المجتمع، يعكسان وفاء القيادة والشعب لإرث الآباء والأجداد، وتجديداً للعهد بأن تظلّ قيم التلاحم والتعاون ثابتة وقوية دائماً. عندما يرفع صاحب السمو رئيس الدولة شعار «يداً بيد»، فإن هذا يعكس رؤية القيادة الإماراتية التي تؤمن بأن المجتمع المتماسك هو أساس الوطن القوي. فروح هذا الوطن تلخصها كلمات سموه: «البيت بفضل الله متوحد»، وقد تجسّدت هذه الروح في العديد من المبادرات، التي أطلقتها القيادة لتعزيز العمل الجماعي والمسؤولية المشتركة، مما غرس في أجيال الإمارات وعياً راسخاً بأن قوة المجتمع هي أساس قوة الوطن.
ينظر الإماراتيون وإخوانهم المقيمون إلى «عام المجتمع» وشعاره «يداً بيد» ليس بوصفه مجرد شعار يُرفع، بل كفرصة لتعميق القيم، التي ترسخت في فكر القيادة الإماراتية وانتقلت من جيل إلى جيل. إنه دعوة لتضافر الجهود، وتحقيق نهضة مستدامة لمستقبل مشرق، حيث يصبح كل فرد في المجتمع ركيزة أساسية لبناء الوطن.
*كاتب إماراتي